الاعلام المواطناتي
من المتعارف عليه أن الاعلام مفهوم لنقل الانتاج الفكري بكل اشكاله وصيغة وفنونه . تطور الاعلام وازدهر كمفهوم ومصطلح معا كنتيجه حتميه لتطور الفنون والاداب والعلوم الانسانية والتطبيقة وعلى رأسها الصناعات المتقدمه الالكترونية منها والفضائيه والتى تمخضت عنها بنوك المعلومات المتمثلة بالشبكه العنكبوتيه (الانترنيت) وظهرت منظومة اعلامية جديدة يطلق عليها مصطلح الاعلام الالكتروني وهذا بدوره حول النشاط الفكري البشري الى ماده الكترونية رقمية متداوله بيد الجميع وحفظ ذاكرته ووظف الفنون والاداب والاخبار والوقائع الاخرى الى صور وحقائق زمكانيه واضحه متقاربه فتحولت الخرافات والاساطير والاوهام والشائعات المعقولة وغير المعقولة منها الى علوم وحقائق تاريخيه واعتباريه واصبح لمفهوم الاعلام الالكتروني شموليه لا يوزجها تعريفا واحدا متفقا عليه . وذلك لكون هذا المصطلح لا يمكن النظر اليه بمنعزل عن الفنون بما فيها التشكيلة والمسرحية والسينمائية والعلوم التطبيقية والانسانية والاعلامية والوسائل الاتصاليه و غيرها وبمعنى ادق اصبح للاعلام الالكتروني وجوه اجتماعية ونفسية وسياسية وتاريخة وعلمية وفنية واعلامية متعددة ولكل وجه من هذه الوجوه يحمل معنى وطابع ورواد ومنظرين ومدارس ومناهج خاصة به ناهيك عن كونه وسيلة اتصالية جماهيرية بكل معنى الكلمة .
و هذا يعني ان الاعلام الالكتروني اليوم يغطي شتى مناحي النشاط الانساني ويتحكم بمسارات التفاعل الانساني وطرف اساسي في تشكيل المسار الذي يقودنا الى تشكيل الهدف المراد الا وهو صياغة الرأي العام . كما يمكن ان يعود الى الماضي عبر بوابات التاريخ ويعيد صياغة رسائله بما يتناسب واهداف المرسل ناهيك عن دوره في التأثير والتأثرب في و بالمتلقي , واصبحت لردود افعال المتلقي او ما يعرف بالتغذية الراجعة دورا لا يقل اهمية عن دورالمرسل فالدورة الاتصاليه في الاعلام الالكتروني اسرع بكثير من الاعلام بمفهومه التقليدي . ولذا يعتبر الانترنيت اليوم من اشهر واسرع وسائل الاعلام الالكترونية .
أذن كيف لنا ان نتعرف على هذه الوسيلة العصرية المؤثرة :
الانترنيت
البداية والتطور والعمل
كما ذكرنا يعتبر الانترنيت اليوم من اهم الوسائل الاتصالية الجماهيرية العصريه لانه اصبح بمتناول الجميع وبكل المستويات والفئات العمرية ناهيك عن سهوله اقتنائه وسهولة التعامل معه لان علم الحاسوب اخذ يدرس في غلب مدارس العالم .أذن ماذا نعني بالانترنيت كمفهوم ومصطلح اعلامي .
لانترنيت هو:
مجموعة من شبكات الحاسوب المتصلة بعضها مع البعض الاخر والتي تقوم بتبادل البيانات فيما بينها بواسطة تبادل الحزم باتباع بروتوكول الإنترنت الموحد . تقدم شبكة الإنترنت العديد من الخدمات مثل (الويب)، و تقنيات التخاطب، و البريد الإلكتروني، و برتوكولات نقل الملفات الإجتماعية و الثقافية من والى جميع بقاع العالم، و قد أدت هذه الحركة النقلية السريعة إلى تغيير المفاهيم التقليدية لعدة مجالات مثل العمل و التعليم و التجارة والحياة الاجتماعية والسياسية والفنية والاعلامية والنفسية .
تعني كلمة نيت (شبكة) وانتر تعني (بين)و مصطلح الانترنيت يعني( الشبكة البينية ) فشبكات إلانترنت تدار كل واحدة منها بمعزل عن الأخريات بشكل غير مركزي و لا تعتمد أيا منها على الاخرى في التشغيل ومن الممكن ان تستخدم كل منها تقنيات حاسوبية و شبكية مختلفة، و لكن ما يجمع هذه الشبكات فيما بينها بروتوكول مشترك قياسي هو بروتوكل الإنترنت.
شبكة الإنترنت تقوم بعمل بسيط وواضح، الا هو إيصال رسالة رقمية بين عقدتين لكل منهما عنوان مميز بطريقة "التخزين و التمرير" عبر الشبكة كما يمكن أن تقسم الرسالة إلى أجزاء يتخذ كلا منها مسارا مختلفا و تصل في ترتيب غير ترتيبها الأصلي ولذا يمكن للعقدة المتلقية أن تعيد ترتيب الرسالة. ولا تحاول الشبكة إجراء أي معالجات على الرسالة غير ما يتطلبه إرسالها بين النقطتين. اي انها واسطة نقل للمعلومات فقط بغض النظر عن المحتوى او المضمون فهي لا تفرق بين الرسائل اطلاقا لا شكلا ولا مضمونا .
وبهذه الطريقة تصل كافة البيانات مثل الاميلات او البريد الالكتروني و الملفات وعروض الفيديوهات و سماع الاصوات والنغمات الموسيقية و المحادثات و الدردشات و غيرها من البيانات الرقمية.
فالانترنيت أذن بحد ذاته لا يحتوي على المعلومات وانما هو الوسيلة الناقلة للمعلومات المخزنه في جهاز حاسوب آلي ما إلى جهاز حاسوب آلي آخر.
شبكة الانترنت انطلقت عام 1969 كمشروع لوزارة الدفاع الامريكية أربانتالذي من أجل مساعدة الجيش الامريكي وتمكينة من شبكات الحاسب الالي و ربط الجامعات ومراكزالبحوث العلمية بعضها مع البعض الاخر وكانت تعمل ببروتكولNCP مختصر
Network Control Protokolls الا انها عام 1983 استبدلتها ببروتكول TCP/IP
وهي بينة تصميمية تحدد مجموعة من الانظمة المستخدمة للاتصال في الشبكات الحاسوبية لتأمين التوافقية في ارتباط الشبكا ت المختلفة والمتواجدة في جميع انحاء العالم وهي اختصار ل
Transmission Control Protokoll/Internet Protokoll الامر الذي ساهم في نمو الشبكة و سهل عملية الإتّصال بين طلبة الجامعات وتبادل الرسائل الإلكترونية و أخذت الشبكة في التوسع والتطور وأخد طلبة الجامعات يسهمون بمعلوماتهم فالمتصفح "موزاييك"، والباحث "جوفر" و "آرشي" و الشركة العملاقة "نتسكيب" هي في الأصل من جهود طلبة الجامعة قبل أن يتبناها العقل التجاري و يطرحها إلى ما آلت إليه اليوم وكذلك الكثير من المواقع الاجتماعية مثل الفيسبوك واليوتوب وغيرهما من صميم النتاجات الطلابية . في الواقع وعلى رأي الكثير من الدارسين والباحثين يعتبرون أن من اهم اسباب نجاح الشبكة هذه هو اللامركزية في العمل فالشبكة تحكمها بروتوكلات للاتصال والذي يقر عمل هذه الابرتوكولات مهندسو شبكة الانترنيت وهي جهة مستقلة نوعا ما .
في 6 آب / 1991 ، وفي المختبر الأوروبي للفيزياء والجزيئات الواقع على الحدود بين فرنسا وسويسرا ، نشر مشروع الشبكه العالمية الويب والتي تم اختراعها من قبل العالم الإنجليزي تيم بيرنرز لي في عام 1989.
يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في العالم اليوم أكثر من 1.319 بليون شخص و ذلك حسب ما اعلن عنه في ديسمبر 2008 ، وتعد الصين أولى دول العالم في عدد مستخدمي الإنترنت الذين بلغ عددهم فيها 221 مليون شخص في شهر فبرابر 2008 ومن الممكن ان يكون الرقم قد تضاعف في عام 2011 استنادا الى ثورية المعلومات .
الشبكة الانترنيت هذه فنون اعلامية الكترونية ووسائل فنية متعددة والكثير من الصيغ الهندسية و التصميمية والبرمجيات المؤدية لفن التصميم الويبي المعدة خصيصا لتسهيل عملية نشر الاخبار والحقائق و الافلام والصور وما الى ذلك وعلى رأسها ما يلي :
اولا :المدونات الالكترونية .
ثانيا: اليوتوب .
ثالثا : مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة والمتنوعة نذكر منها ,مثل الفيسبوك و الياهو yahoo والتويتر Twitterومايسبيس Myspace وتومبلرTumblr, و Orkut و Digg ,و YiGG ,و Buzz و del. Icio. Us , والسكايبي وغيرها الكثير من هذا القبيل .
المدونات الالكترونية
البداية والتطور
يقترن تطور المجتمعات بتطور وسائل نقلها للمعلومات وبما اننا اليوم في عصر الانترنيت والذي يعد من اسرع واحدث الوسائل في نقل المعلومات الامر الذي اطلق على عصرنا هذا عصر المعلومات او عصر ثورة المعلومات أستنادا لهذه التقنية . اتاح الانترنيت لكل فرد له القدرة على التأليف والنشر ونقل المعلومة شرف الاشتراك في تطوير المجتمع فجاءت المدونات الالكترونية كوسيلة وفن من فنون نقل المعلومات والحقائق الامر الذي اصبح كل عنصر في المجتمع له قدرة التأثير والتأثر و ان يكون فعالا بعد ما كان الفرد متلقيا سلبيا مقموعا من قبل السلطات ومالكي وسائل الاتصال الاخرى الجماهيلاية منها والمتخصصة .
المدونات الإلكترونية كوسيلة فنية اتصالية الكترونية أصبحت اليوم تعد ثورة أنترنيتة حقيقية للتدوين المواطناتي و بها تدخل المنظومة الإلكترونية عهدا جديدا ضمن المشهد الإعلامي.
ويلاحظ أن المدونات الالكترونية باتت تشغل حيزا مهما على خارطة الإعلام، فقد أثبتت الدراسات أن بعض المدونات احتلت مرتبة متقدمة في لائحة المواقع الأكثر استقطابا للزوار، متقدمة بذلك على مواقع مؤسسات وهيئات إعلامية كبرى وحتى على الصحف الورقية المعروفة ايضا ، وبرزت ظاهرة المدونيين كصحفيين لا يستهان بهم او ككتاب في مجال الادب والفن والنقد ومنظري في عالم السياسة , لا بل أصبحت بعض المدونات أو دفاتر الإنترنت (blog) بلوكر وجمعها (blogs) بلوكرز أشهر من نار على علم و أخذت تنافس كبريات الصحف العالمية والعربية وهذا يعود الى عنصر الترجمة المرافق للمدونات .
فالمدونات الالكترونيه هي صفحات او مساحات الالكترونية (في عالم افتراضي نراه ونحسه ولكن لا نلمسه) تعرضها الكثير من المواقع العملاقة ومكائن البحث العالمية مجانا و بتصاميم هندسية رائعة متنوعة و مختلفة قابلة للتغيير و التحويل حسب ذوق المدون وبنقلات سهلة ومرنة ناهيك عن استعمال الالوان والخطوط و الصور و التشيكلات الاعلامية الاخرى التي يحتاجها كل محرر , وبأمكان المدون ان ينشر بها ما يريد من مواد اعلامية كأن تكون مذكرات او مقالات او ريبورتاجات او قصص او شعر او خواطر او غيرها من الفنون والصياغات الاعلامية الاخرى الامر الذي جعل الكثير من الشخصيات السياسية والفنية والعلمية ان تجد ضالتها في هذه المدونات لنشر ما يودون نشره ناهيك عن الكثير من المنظمات والاتحادات والجمعيات وغيرها من منظمات المجتمع المدني المساهمة والراعية لهذه الوسيلة الفنية الالكترونية بنفس الوقت .
أدارة المدونة بحد ذاتها فن تطبيقي من التطبيقات الفنية للانترنت،تدار من خلال نظام لإدارة المحتوى، و لكون المدونة في أبسط صورها عبارة عن صفحة ويب على شبكة الإنترنيت تظهر عليها تدوينات (مداخلات) مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا ينشر منها عدد محدد يتحكم فيه ناشر المدونة بنفسه تحتاج أذن الى ادارة تطبيقية ، كما يتضمن النظام آلية لأرشفة المداخلات القديمة، و يكون لكل مداخلة منها مسار دائم لا يتغير منذ لحظة نشرها يمكن للقارئ من الرجوع إلى اي تدوينة معينة في وقت لاحق عندما لا تعود متاحة في الصفحة الأولى للمدونة الا انه يحق للمدون ان يحذف او يعدل ما يشاء من المداخلات السابقة متى مايشاء و كيفما يشاء ، فبرمجة المدونه تتيح للمدون ان يتحكم بالكثير من متطلبات التحرير مثل جماليات الخطوط الملونة لصياغة المانشيتات بالخط العريض وبكل تدرجاته الخطية واللونية ناهيك عن انواع الخطوط المساعده لجذب القارئ. كل مدونة يمكن ان تحمل عنوان رئيسي وعناوين فرعية و اعمدة وتواريخ وخلفيات ملونة او على شكل تشكيلات فنية او صورية وما الى ذلك من التصميمات الصحفية الورقية المتعارف عليها لا بل اكثر منها مرونة وجمالية بالاضافة الى تنزل الصور والافلام والاعلانات وغيرها .
فآلية النشر هذه ببساطتها وعمقها في ان واحد فسحت المجال لكل هاوي او متمرس ان ينشر ما يريد ويدون ما يبتغي ناهيك عن تقنية التغذية الراجعة التي اتاحت لكل متلقي ان يدلو بدلوه دون قيدا اوشرط مالم تكون ردوده مخلة ببروتكول الاعلام وشرف التدوين . وللمدون المستضاف من المواقع المضيفه استقلالية تامة اي أنه لا يمت لها بأي صلة اعلامية و بمعنى ادق كل ما ينشر في المدونة يحسب على المدون فقط ولكن يرتبط المدون ببروتكول التدوين الالكتروني . ولابد من الاشارة الى ان عملية اقتناء مدونه لا يتطلب الا ملئ نموذج بسيط لمعلومات بسيطة عن المدون كالاسم والعمر والعنون الالكتروني كما هي في فتح حساب اي أميل او بريد الكتروني .
المدونات والتدوين يمكن اعتبارهم من اهم الوسائل الاتصالية الفنية الخاصة والعامة (الجماهيرية ) على حد سواء لتطوير النشر فيهم واتساع شمولية الانترنيت وتنوع مجالاته و لكون المدونات لا تختصر على جهة معينه او فن معين او اسلوب محدد او مجال محدد فالتنويع والتنوع ظاهره صارخة في التدوين الالكتروني تستحق المتابعة والدراسة والتطوير لانها تحمل في طياتها طابع النشر والدعاية والترويج والتعليم والاخبار وبقية الفنون الاخرى بكل اهدافها ووظائفها ناهيك عن الطابع التخصصي للمواد المنشورة او التصميم المختار كان تكون شخصية او عامة , علمية او ادبية , فنية او سياسية , اجتماعية او طبية ذات مضمون فني مسرحي او فني سينمائي , تهتم بالمجال ألاذاعي او التلفازي , دينية او رياضية وغيرها من مجالات الحياة وتخصصاتها .
ولهذا يمكن اعتبار التدوين إلى جانب البريد الإلكتروني والمواقع الاجتماعية من أهم الخدمات التي رافقت عالم الإنترنت على وجه الإطلاق.
ولابد من الاشارة الى عدم وجود اي معايير رسمية للمدونات او المدوننين على الاطلاق في النشر او الاقتناء فالمجال مفتوع على مصراعية لاقتناء اكثر من مدونة ونشر كل ما يجول بخاطر الناشر او المدون دون قيدا او شرط الا معايير ابروتكول التدوين والنشر الذي تؤكد على عدم الماس بحرية الاخر او النيل به افتراءا.
فالمدونات أذن بالمفهوم العام والخاص هي مواقع الكترونية على شبكة الانترنت كوسيلة فنية للنشر تتميز بسهولة إعدادها وصيانتها و تحديثها ومتابعتها والتعليق عليها والاستمرارية في تغذيتها في روابط و وصلات ومواقع مختلفة ومن مواقع مختلفة ، وقد ظهرت في البداية كدفتر يوميات شخصي يكتب فيها الشباب انفعالاتهم و اهتماماتهم وتفاصيل حياتهم، ثم تطورت لتصبح وسيلة للتعبير عن الآراء والحوارات المتنوعة حول قضايا مشتركة عربية كانت ام عالمية , فلسفية ام فقهية , سياسية ام اجتماعية الامر الذي وجدت الشعوب المحرومة والمبتلاة بالاحكام الدكتاتورية ضالتها في المدونات للتعبير عما يجول بخاطرها الامر الذي احدث طفرة نوعية في ما تطرحه هذه المدونات وفي كل المجالات وبمعنى ادق اصبح بأمكان اي شخص ان يصدر او يملك صفحة الكترونية على غرار الصحيفة الورقية تسمى مدونة او بلوكر . ولذا جاءت فاعليتها الأساسية من كونها تمثل صوت “رجل الشارع” او نبض الشارع باكمله دون أي رتوشات إيديولوجية أو رقابة مؤسساتية. فالمدونات وسيط مفتوح لنشر الآراء من جميع الاتجاهات، كما أنها بآنيتها وسرعة مقاربتها للأحداث وربما هي طرف من الحدث لا بل يمكن ان تكون صانعة للحدث كادت أن تسحب البساط من تحت الصحافة التقليدية، خاصة في الدول ذات الحيز الضيق من حريات التعبير، والاحتكار شبه الكلي للإعلام من طرف السلطة وبما ان المدونات كوسيلة تعبيرية لازالت فتية الا انها اصبحت تنافس اقدم الوسائل الاعلامية والنشرية اليوم . فالمدونة او البلوكر ظهر لاول مرة أواخر سنة 1997 . و في ديسمبر 2002 برزت قوة المدونات كوسيلة اعلامية مؤثرة وعامل تغيير فعال اثر حادث هام في الولايات المتحدة الامريكية عندما اجبرت في نهاية المطاف ترينتو لوت قائد حزب الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، إلى الاستقالة من منصبه، بسبب تعليقات عنصرية قالها في احتفال . فوسائل الإعلام التقليدية حينها لم تهتم ولم تعر اي اهمية لهذه التعليقات ، الا ان تلك التعليقات لم تمر بسلام بالنسبة للمدونين الذين شنوا عليه هجوما لاذعا وصل مسامع الصحافة الجماهيرية والمتخصصة و وسائل الإعلام والرأي العام، فتحولت غلطة ترينتو لوت إلى فضيحة تامة، و تبع ذلك الكثير من الأحداث المتشابهة التي أدخلت الصحفيين معترك التدوين، وبدأت المدونات في اكتساب القدرة على التغيير.وبذات السياق كانت الحرب على العراق سببا من أسباب ذيوع وانتشار صيت المدونات. فمن ناحية، ظهرت في عام 2002 مدونات مؤيدة للحرب من أشهرها إنستابوندت و في عام 2003 ظهرت المدونات كوسيلة للعديد من الأشخاص المناوئين للحرب في الغرب للتعبير عن مواقفهم السياسية و منهم مشاهير السياسة الأمريكية من أمثال هوارد دين ، كما غطتها مجلات شهيرة كمجلة فوربس في مقالات لها، كما كان استخدام معهد آدام سميث البريطاني لهذه الوسيلة دوره في تأصيلها. ومن ناحية أخرى ظهرت مدونات يكتبها عراقيون، بعضهم يعيشون في العراق و يكتبون عن حياتهم في الأيام الأخيرة لنظام صدام حسين الا ان أثناء الاجتياح الأمريكي اكتسبت بعض هذه المدونات شهرة واسعة و عُدَّ قراؤها بالملايين، و طبع أحدها وهو” أين رائد؟” المدون في غالبيته العظمى بالإنجليزية في كتاب، و ظهرت أخريات يكتبها جنود غربيون في العراق مما شكل مفهوما حديثا لدور المراسل الحربي و ظهر ما سمي بـ “مدونات الحرب” . وفي أثناء الحرب كان لدى خوان كول، أستاذ التاريخ، الكثير ليقوله حول الإرهاب والحرب على العراق، لكن القليل من كان يصغي إليه، ولم يستطع نشر مقالاته في الصحف، لكنه حين أنشأ مدونته حصل على 250 ألف قارئ شهريًا، وبدأ في الظهور في وسائل الإعلام، بل وشهد أمام لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية يقول: “نتيجة لتدويناتي، دعتني مجلة ميدل إيست جورنال للمساهمة في عدد خريف 2003. وعندما أجرى موظفو لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية بحثا بين المنشورات عن مقتدى الصدر وحركته، لم يظهر سوى مقالي. وقد قرأه موظفو مجلس الشيوخ وبعض الأعضاء وكانوا متشوقين لمعرفة آرائي حول الوضع”. هذا التحول لخوان كول إلى خبير ومفكر معروف يعزز التأثير المذهل لعالم المدونات.
ولبيان أهمية هؤلاء المدونين في كشف حقيقة الغزو الأمريكي للعراق، تقول “إليزابيث لاولي” الأستاذ المساعد بإدارة تكنولوجيا المعلومات في معهد روشستر للتكنولوجيا: إنهم (البلوجرز) “جعلوا المشكلة مع العراق أكثر إنسانية، فحينما ذهبنا إلى فيتنام لعب التلفزيون دوراً في تغيير صورة الأوضاع هناك، وغير بالتالي رأي الأمريكيين في الحرب، وقد قام المدونون بدور مشابه هذه المرة بعدما وفروا للناس منتدى عالمياً حول المشكلة وأعطوا لقطات سريعة للحياة في البلد الذي وقعت به الحرب “وبالصوت والصورة”.
و في عام 2004 أصبحت المدونة ظاهرة عامة بانضمام العديد من مستخدمي ألإنترنت إلى صفوف المدونين الامر الذي تحولت اخبار وتقارير المدونات الى قوة إعلامية مؤثرة في القرارات بشكل متزايد.
التأثير الآخر للمدونات برز خلال تسونامي جنوب شرق آسيا، حيث سبق كتاب المدونات هناك الصحافة بتغطية الكارثة، وغطوا بالتفصيل الدمار الحاصل الامر الذي دفع محطات التلفزة العالمية الاستعانه بهذه المعلومات في نشراتها الاخبارية وتعتبر المدونات اليابانية هي الاكثر بين المدونات العالمية . و استنادا الى التأثير والمصداقية والسرعة فينقل المعلومات من قبل المدوننين في مدوناتهم ازداد عدد الامريكان الذين يقرءون المدونات بنسبة 58% ليصل العدد الكلي إلى حوالي 32 مليون قارئ وهذا حسب ما نشره مشروع بيو للانترنيت والحياة الامريكية 2004 فما بالك عام 2011، ويفيد “مشروع الامتياز في الصحافة” التابع لجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، أن معظم هؤلاء يتابعون المدونات من أجل الحصول على المعلومات ومتابعة الأخبار.
وقد شهد عام 2006 طفرة عالمية في عالم التدوين، حيث بدأ عدد المدونات يتضاعف كل ستة أشهر، وحسب إحصائيات شهر أغسطس 2007 فقد تجاوز عدد المدونات حول العالم 50 مليون مدونة! ويضاف إلى عالم التدوين كل يوم ما بين 75- 175 ألف مدونة بمعدل 7200 مدونة في الساعة ويرصد محرك بحث تكنوراتي العالمي كل يوم حوالي 1,2 مليون موضوع تدويني جديد، أي بمعدل 50 ألف موضوع في الساعة الواحدة.والدراسات اليوم تؤكد وجود اكثر من 70 مليون مدونه
لعام2011 .
وعليه فالتدوين مر بالمراحل التطويرية التالية :
اولا البداية : او دور برمجة المدونات والاعلان عنها كان عام 1994 من قبل اكسنغ وهي الفترة الاولى لظهور خدمات التدوين الالكترونية وفيها عرضت كل من اوبنديري سنة 1997 و لايفجرنال 1998 وبلوكر سنه1999 مساحاتها الالكترونية للنشر وكانت الصفة العامة لهذه المدونات كالمذكرات اليومية ذات الطابع الشخصي .
المرحلة الثانية: او الميلاد الحقيقي والفعلي للمدونات كان سنة 2001 خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر ، في هذه المرحلة دخل الصحفيون إلى معترك التدوين وبدأت المدونات تكتسب قدرتها على التغيير وبها تحولت المدونة الى صحيفة شخصية ونضجت شخصية المدون و أصبح قريب الى الصحفي منه الى المراهق الهاوي .
المرحلة الثالثة: اوفترة النضوج بدأت في النصف الثاني من عام 2004، عندما اصبح التدوين ظاهرة عالمية ومن ثم عرفت انفجارا تدوينيا هائلا و كبيرا تتوج هذا النجاح سنة 2005 وبها احتلت المدونات مكانة مؤثرة لا يستهان به لانها حملت هموم الشارع بكل تفاصيلها واصبحت بحق تحمل طابع الاعلام الشعبي او المواطناتي وغيرت الكثير من المفاهيم للصالح العام وسحبت البساط من تحت اعلام الحكومات المتسلطة على الرقاب .
المرحلة الرابعة :الانتشار والشيوع والتأثير الفعلي
أخذ تزايد اعداد المدونات و تضاعفها الملفت للنظر كل ستة أشهر لتتجاوز السبعين مليون مدونة حسب بعض الإحصائيات دافعا لتسارع الكثير من دور النشر المهتمة بالابداعات الادبية والصحفية تنظم المسابقات والجوائز النقدية للمدونات المتميزة واصحابها كالمسابقة التي نظمتها صحيفة جارديان البريطانية وجائزة بوليتزر وجائزة مراسلون بلا حدود وغيرهم ممن فتح أبواب الترشيحات امام الصحافة الالكترونية وعلى رأسها المدونات للتنافس فيما بينهم على الافضلية في الطروحات ونقل المعلومات وتبادل الاراء .
التدوين العربي :
اما التدوين في الوطن العربي فبدء تقريبا عام2004 من خلال بعض مستخدمي الإنترنت المطلعين على المواقع الأجنبية، والذين استهوتهم التجربة فقرروا محاكاتها، فظهرت أولى المدونات العربية باللغة الإنجليزية في المشرق العربي و بالفرنسية في المغرب العربي. إذ كان أشهر موقع يوفر هذه الخدمة، وأكثرها احترافية هو كوكل العارض لبلوكر .
و بعدها بدءت المواقع العربية هي الأخرى تعرض خدمات التدوين، وتوفير المساحات للمستخدمين، فاتحة بذلك باباً واسعاً لعدد كبير من مستخدمي الإنترنت بالعربية، ومعلنة عام 2005، عاما عربيا للتدوين، حيث فتحت مواقع مكتوب وجيران وأكتب مجالا لخدمة التدوين.
المدونات العربية لاتقل في اهميتها وتأثيرها عن مثيلاتها المدونات الغربية فوجد المدون العربي نفسه مسؤولا وداعيا الى التغيير فعبرت الاقلام الحرة عما يجول بخاطرها وعقدت المقارنات بين الاوضاع العالمية والمحليه وكشفت عورات الحكام وتأمرهم على شعوبهم وفتحت باب النقد على مصراعيه و شخصت الامراض المتفشية في المجتمعات العربية ورصدت ظواهر سلبية سياسية واجتماعية ممن لها اليد الطولى في تخلف البلاد والعباد الامر الذي طال بعض المدوننين قصاص السلطات ومنهم لايزال في غياهب السجون .
المدونات العربية وجدت طريقها في الامارات اولا ومن ثم في المغرب العربي كالجزائر والمغرب ومصر وبعدها تتابعا بقية البلدان العربي الامر الذي نرى اليوم مدونات عربية متنوعة ومن كل الوطن العربي وجميعها تناقش الظلم والجور والفقر والامية التى تعاني منها الشعوب العربيه ناهك عن دورها الفعال في حركة التحرير المستمرة والانتفاضات الجماهيرية وخاصة في تونس ومصر والعراق وسوريا وليبيا وغيرها من الدول العربية .
المدونات العربية فتحت باب الاعلام الحر ونقلت الواقع بكل حذافيره وبكل تناقضاته واصبحت نبض للشارع العربي بكل مكوناته واصبح الاعلام المواطناتي اصدق من الاعلام الرسمي وابلغ تاثيرا منه فنشرت الكثير من المقالات التى تدعو الى التحرير والتغيير وتبني الديمقراطية ناهيك عن الامراض الاجتماعية الاخرى .
وبهذا اصبحت اليوم المدونات ظاهرة لا يستهان بها في التأثير والتغيير لانها انتشرت بين كل شرائح المجتمع واخذت اليوم جانب تخصصي ايضا كأن تكون مدونات طبية او سياسية او فنية اوفلكية او ادبية وما الى ذلك .
وبهذا الخصوص نشرت الكاتبة الايطالية باولا كاريدى تقيما للمدونات العربية بقولها: (إن المدونين العرب يستخدمون الانترنت في محاولة منهم لتغيير الواقع المعاش، كما يحاولون إظهار الوجه الإنساني للعالم العربي في مواجهة النمطية الأوروبية عن الشرق المسلم، فهؤلاء المدونون يدركون تماما كيف ينظر الغرب إليهم ويحاولون تغيير هذه الرؤية عبر استخدام لغة محتليهم السابقين، فهناك عشرات المدونات العربية التي تستخدم اللغتين الإنجليزية والفرنسية على شاشة الانترنت) . وعلية فالتطور الاعلامي الالكتروني او المواطناتي أخترق طريقة تفكيرنا وثقافتنا العامة وشؤوننا الداخلية على الصعيد السياسي او الاسري ولامس حياتنا في كل صغيرة وكبيرة ودفع بعض الحكومات الى مواكبة هذه التغيرات مجبرة معلنة بداية حقيقية لحرية الرأى وطريق اللا عودة لاحتكارة من قبل فئة قليلة ضالة .هذا التراجع السلطوي جاء مستندا على قوة فعالية تدفق سيل المعلومات الفعال والذي لا يمكن ان تحتوية حكومة ما او جهة ما او مجموعة ما ولو حتى نسبيا لانها ستحكم على نفسها بالتخلف والتأخر في كل مجالات الحياة ويمكن حتى بالانقراض من الوجود أذ اصرت عل ذلك .فعالمنا اليوم فعلا قرية معلوماتية مترابطة بشبكة عنكبوتية الكترونية فترانا نأكل ونلبس ونتحدث بمنطق واحد ويمكن ان يكون في القريب العاجل أقتصادنا واحد لتكمل العولمة وبالايادي الناعمةالمتمثلة بالوسائل الاعلامية وتأثيرها في الشعوب .
اليوتوب:
الوسيلة الالكترونية الثانية والمؤثرة حقا في المتلقين و التي تعتبر من الاعلام الالكتروني والمواطناتي الذي حرك الشارع العالمي والعربي هو اليوتوب .
ماذا نعني باليوتوب : هو مأخوذ من الكلمة الانكليزية You tube وهو موقع web ويب متخصص لعرض الفديوهات ويحق لاي شخص ان يفتح له حساب على غرار الياهو او المدونات او الفيسبوك ومن ثم يرفع ما يشاء من الفديوهات ومشاهدتها مجانا طبعا.
تأسس اليوتوب في15 من الشهر الثاني من سنة 2005 بواسطة ثلاث شباب كانوا يعملون في شركة باي بال وهم تشاد هيرلي امريكي وستيف تشين من تايوان وجاود كريم ذو ألاصول البنغالية والمولود سنة 1979 في المانيا الشرقية .
يستخدم هذا الموقع الويبي تقنية الادوبي فلاش لعرض المقاطع المتحركة المرسلة من قبل المساهمين .
محتوى الموقع متنوع والمساهمات فيه مختلفة مابين مقاطع الافلام والتلفزيون والاخبار والمقابلات والبرامج السياسية والدينة والاجتماعية والتعليمية والتربوية والصحية والطبيعية والاغاني والموسيقى وغيرها وتنتج هذه المشاركات من قبل العامة والخاصة و من قبل المحترفين والهواة على حد سواء .
اصبح النطاق نشطا لليوتوب في الشهر الخامس من عام 2005 الا انه افتتح الموقع رسميا بعد ستة اشهر YouTube.com
يعتبر اول من رفع فلم على اليوتوب هو جاود كريم في يوم الاحد 23.04.2005 المصادف بعنوان Me at the Zoo . ومن الممكن مشاهدته على اليوتوب في اي وقت تشاء وهذه ميزة تضاف الى مميزات اليوتوب بأنه يحفظ ذاكرة الاجيال . ألموقع حاليا مزود باكثر من 67 موظف .
في اكتوبر سنة 2005 اشترت كوكل الموقع ب 1.65 مليار دولار.حسب الكثير من المصادر وعلى راسها اليكسيا . يعتبر الموقع اليوم ثالث اكثر المواقع شعبية بعد ياهو وكوكل وعدد مشاهدية تصل يوما الى أكثر من100 مليون مشاهد و يتم رفع أكثر من 13 ساعة تقريبا من الافلام كل دقيقة .الحقيقة لا يسمح نظام او برتكول اليوتوب وضع افلام او مقاطع او اي انتاج اخر له حقوق نشر محفوظة من دون أذن اصحابها كما لا يسمح بالافلام الاباحية والافلام التي تسئ لشخصيات معروفة عامة او افلام تشجع على الاجرام او الاعلانات التجارية وما الى ذلك من الافكار الهدامة للانسانية وذلك من خلال سمة التبليغ عن مسيئ .الملفات المرسلة ليوتوب يجب ان لا يطول مدة عرضها عن 15 دقيقة وان لا يزيد حجمها على 1 كيكابايت . علما ان الموقع هذا في تقدم تقني مستمر يساعد على سهوله المشاركة وجودة العمل ناهيك عن السماح لبقية الوسائل الالكترونية الاخرى في ان تتداخل وتتواصل معه وبسهولة ومن خلال سمة التعميم على المواقع الاجتماعية او المواقع الاخرى او الارسال عبر الاميل ويتيح الموقع للمشاهد ان يعلق او يسجل انطباعته من خلال سمة التعليقات او التغذية الراجعة .ناهيك على ان الموقع متوفر بعدد من اللغات كالانكليزية والالمانية والفرنسية والصينية والايطالية والعربية والاسبانية والهولندية والكورية والبولونية وغيرها اي تقريبا أكثر لغات العالم.
أذن اليوتوب خدمة مجانية اعلامية فنية اخرى للانترنيت متاحة للجميع وايضا لعبت دورا كبيرا في التأثير والتأثر في وعلى المتلقي في عالمنا العربي كما هو في العالم الغربي وخاصة في الكوارث الطبيعية والانتفاضات والثورات الشعبية العربية واصبح مصدر للمعلومات و اكثر مصداقية من وكالات ووسائل الاعلام المتعارف عليها الامر الذي استندت عليه كبرى الصحف والشاشات العالمية والعربية ناهيك عن البرامج التعلمية التى سهلت على المتلقي ان يكسب مهارة في شتى المجالات وخاصة في برامج وانظمة الكمبيوتر مثل الوندوز والاكسل والاكسس والفتو شوب والكثير من البرمجيات والبرامج الاخرى وفي تعلم اللغات والتصوير والطبخ وما الى ذلك .
عملية الانظمام والتسجيل في هذا الموقع وكما ذكرنا لا تتطلب من المشارك اكثر من 10 دقائق هو ان تفتح لك حساب على غرار الاميل في خدمة الياهو ومن ثم ترفع ما تريد من المشاركات الفنية من افلام وموسيقى وما الى ذلك وبهذا تكون أنت صاحب ومالك قناة ترفع بها ما تشاء من الفنون البصرية .وكما في المدونات هناك الكثير من الشركات ممن اعلنت المسابقات لافضل انتاج فني كأن يكون افضل فلم او افضل لحن او أفضل اخراج وما الى ذلك . و لاهمية وخطورة و نجاح اليوتوب نرى الكثير ممن لهم مكانة عالمية من المحترفين والقنوات الفضائية والكثير من البرامج العالمية المشهورة والمعروفة وبلمختصر المفيد نرى اليوم اغلب الوسائل الاعلامية الفنية لها قناة على اليوتوب ناهيك عن العامة وفي كل المجالات وهذا يعني ان اليوتوب اليوم دخل مرحلة الشعبية والاعلام المواطناتي واصبح ينافس ويتنافس عليه وبه اغلب المحترفين والمتخصصين في كل المجالات .أما كون اليوتوب مأثر فعلا في المتلقين هذا ما لمسناه من خلال تعمد الكثير من الدول منعه اوحجبه عن جمهورها احيانا بصورة مطلقة واخرة لفترة محددة كأيران وتركيا وباكستان وسورية ومصر وتونس والسعودية ولاسباب اغلبها اما سياسية او دينة , واغلب هذه الحجوبات كانت في عام 2007 ولكن عام 2011 نادر ما نرى حجب على اليوتوب وذلك بسبب الحراك الانفجاري للثورات المتتالية في الشارع العربي .
فثورة تونس ومصر وسوريا واليمن والبحرين وليبيا والعراق وغيرها من الحركات الثورية والتغيرات الاجتماعية في الوطن العربي نراها موثقة على الموقع يوتوب هذا ناهيك عن التبعات الاخرى لكل هذه الحركات قبلها وبعدها فاليوتوب اليوم اصبح اكبر مكتبة صورية وثقت افعال وسلوكيات الشارع العربي بالصوت والصورة وستحفظة لاجيالنا القادمة وهذه طفرة نوعية في الحفظ والتخزين لهذه الفنون والوسائل الاتصالية بعد ان كان الكثير من الصعوبات في استعمالها . فعصر التكنلوجيا وفر لنا اصغر الرقائق الالكترونية والتي تستوعب مئات الملفات ويمكن لاي شخص ان يحملها بسهولة وفي اصغر جيب عنده وبأمكانه ان يستعملها متى يشاء واينما يشاء . اليوتوب ايضا نقل الدراما والفنون السمعية والمريئة نقلة نوعية كفن واعلام واصبحت حرية التنفل والتعرف على هذه الفنون ومن كل انحاء العالم بسهولة ويسر .ومن هنا نؤكد مرة ثانية ان الاعلام المواطناتي الالكتروني اصبح سمة العصر وهدفه .
الفيسبوك
هو موقع ويب للتواصل الاجتماعي يمكن الدخول اليه مجانا كما في اليوتوب والمدونات . لقد قام مارك زوكربيرج بالتعاون مع كل من داستين موسكوفيتز وكريس هيوز وهم زملاء دراسة في جامعة هاردفارد في مجال علوم الحاسوب بتأسيس الفيسبوك وكانت عضوية الموقع مقتصرة على طلبة جامعة هاردفارد في بادئ الامر تم امتدت لتشمل كافة الكليات وطلبة المدارس الثانوية واخيرا اي شخص من كل العالم يبلغ من العمر 13 عاما ويضم الموقع حاليا أكثر من 750 مليون مستخدم من كل انحاء العالم .
في الواقع انطلق الفيسبوك من موقع الفيس ماش Face Matchوالمعتمد على نشر صور لمجموعة من الاشخاص لاختيار الاكثر جاذبية منهم و هذا يعني انه كان من نمط مواقع الهوت اور نوت Hot or Not التابعة لجامعة هارفارد في بادئ الامر ولكن وبالتحديد في 4.9.2004 قام زوكربيرج بتأسيس موقع الفيسبوك وبنطاق the facebook.com وبعد ذلك انظم له زملائه كل من موسكوفيتز مبرمج وكريس و ادوارد و أندولا ماكولام رسام جرافيك لمساعدته .
وفي عام 2005 بعد ان اشترته الشركة بمبلغ 200000 دولار امريكي اسقطت كلمة the من اسم النطاق واصبح كما هو الان facebook.com . وفي عام 2008 اعلنت ادارة الفيسبوك بأنها اتخذت مدينة دبلين عاصمة ايرلندا مقرا دوليا لها .
وكما هي اغلب الوسائل الالكترونية الاخرى لاقى الكثير من الهجوم والمنع والحجب والحظر وبحجج واعذار لم تصمد امام اهمية ونجاح هذا الموقع .
وبما ان الموقع كان الهدف منه التعارف بين الطلبة الا انه تحول الى التعارف العالمي و تبادل الاخبار والكثير من النتاجات الفكرية والادبية والصور بين المشتركين واخذ الصفة العالمية بأمتياز وفي المدة الاخيرة كان فعال في نقل الاحداث السياسية على الساحة العالمية بصورة عامة والعربية والمناطق الساخنة بصورة خاصة .
يعتبر الفيسبوك من المواقع الاجتماعية المفضلة والاكثر شعبية والاكثر بساطة من بين المواقع الاجتماعية الاخرى وخاصة بمستوى التخصص فهو يتيح لمستخدميه تنزيل ملفاتهم بأستخدام النص العادي بالاضافة عن مساحة متخصصة wall تتيح للاصدقاء ارسال الرسائل والنكزة Poketes للتنبيه والترحيب وتحميل الصور Photos ,وامكانية التبليغ عما يحصل وكذلك سمة ال Status او الحالة والتي بها يبلغ الاصدقاء بعضضهم البعض بما يقومون به في اي وقت يشاءون و وفقا لاعدادات الخصوصية يمكن مشاهدة لوحة الحائط الخاصة بأي مستخدم وملفه الشخصي لو كان من ضمن الاصدقاء هذا بالاضافة الى نشر الرسائل النصية والخبرية واللنكات والصور وغيرها على الحائط و ايضا من الممكن تعميمه على كافة الاصدقاء ودخلت هذه الخدمة حيز التطبيق اعتبارا من يوليو 2007 . هذا ناهيك عن خدمة ال تغذية الاخبارية News Feed الفورية والاشعارات بالتغيرات التى تحدث على الملفات الشخصية للمشاركين والاحداث المرتقبة وتواريخ اعياد الميلاد الخاصة بالاصدقاء هذا بالاضافة الى خصوصية التحكم بكل هذه المعلومات والسيطرة عليها من قبل المستخدمين والتحكم بعدد المشاهدين او القراء لكل ما ينشره المستخدم . أن ما يجعل الفيسبوك حيويا ومتفاعلا مع الجميع هي ميزة او سمة Facebook Notes والتي عمل بها اعتبارا من 22 أب 2006 فسمة التعليقات هذه من قبل المشاركين جعلت صفحات الفيسبوك اكثر حيوية وتفاعل مع الاحداث لانها مدعمة بالكلمة والصورة والتعليق اي تدوين مايشاء المشارك من معلومات . اما في 7 ابريل 2008 اطلقت خدمة التواصل مع الاصدقاء عن طريق ال Comet او بما هو معروف ال Chat الذي يتح الفرصة للكتابة مع من موجود من المشاركين بصورة مباشرة .هذا بالاضافة الى ارسال الهدايا الافتراضية والاعلانات المبوبة المجانية.
في 11 ديسمبر من عام 2008 وبعد ان اصبحت المشاركة والتسجيل في الفيسبوك بسيطة وسهلة للغاية اعلنت شركة كومسكور بان الفيسبوك يعد من اشهر مواقع التواصل الاجتماعي وذلك استنادا الى عدد مستخدميه الذي وصل عددهم الى 132.1 مليون مستخدم مقارنة بالموقع الاجتماعي ماي سبيس الذي وصل عدد مستخدمية لعام 2008 الى 117.6 مليون مستخدم .
ومن هنا يتضح لنا ان الموقع الاجتماعي الفيسبوك اصبح من المواقع الشعبية ومن وسائل الاتصال الجماهيرية المؤثرة جدا وهذا ما لمسه مواطني الوطن العربي وخاصة في دوره الفعال في تأجيج الشارع العربي ضد الحكومات الدكتاتورية الفاسدة كما في تونس ومصر واليمن وليبيا وخيرا سورية والانتفاضات المتتالية في العراق ضد الفساد والمحاصصة الطائفية الامر الذي قامت الكثير من الدول بحظر وحجب موقع الفيسبوك على مواطنيها ومن بينها سورية وايران وليبيا , ونظرا لبعض خصائص الفيسبوك منها سهولة الانظمام و الاستخدام سمح لبعض المغرضين من استعمالية لاغراض لا تليق بأهداف الموقع ولكن وجود سمة التبليغ بالاساءة الموجودة بالموقع اخذت بالحد من مثل هذه الاساءات .
هذا بالاضافة الى ان الموقع واعتبارا من نوفمبر 2007 لا يخلو من سمة التسويق التجاري المتمثلة بلبيكون Beacon والتي تتيح للمواقع المختلفة الاعلان عن انشطتها التجارية من خلال نشر الاعلانات والترويج للسلع المعلن عنها وكذلك السماح للاعلانات الاجتماعية المرافقة للملفات الشخصية للمستخدمين .
من المأخذ على الفيسبوك كونه يظم اكبر مجموعة من المعلومات عن المستخدمين ومن المممكن استخدامها ضدهم وبالرغم من تنشيط سمة توقيف حساب المشترك الامر الذي دفع المتحدث الرسمي بأسم الفيسبوك بالتصريح بأنهم لم ولن يقوموا بتزويد اي جهة بيانات المستخدمين لهذا الموقع وكذلك اتاحة امكانية حذف الحسابات الخاصة بصورة نهائية عند الطلب من الموقع .
بالمختصر المفيد يعتبر اليوم موقع الفيسبوك من اهم المواقع الاجتماعية شهرة وتاثيرا في الوطن العربي ومتنفسا من ضغوط الحياة للكثير من الشباب وتعتبر مصر الاولى في الشرق الاوسط استخدامنا للفيسبوك حيث يضم اكثر من 2.5 مليون مشترك وله الدورالفعال في تغيير الاوضاع السياسية والكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية فأول مجموعة ظهرت على الفيسبوك دعت الى اضراب في 6 نيسان 2008 شارك في هذه المجموعة أكثر من 72 الف شخص وهي نفس المجموعة التي دعت الشباب الى ثورة قومية ضد الحزب الحاكم الامر الذي على أثره حجب الموقع في 26 يناير 2011 وقطع النيت لمدة اسبوع كامل . ويذكر ان ان انطلاقة ثورة 25 يناير 2011 هي من تأثيرات صفحة( كلنا خالد سعيد )التي انشأت من قبل الناشط السياسي وائل غنيم والتى اطاحت بنظام مبارك .
وبنفس الشعبية والتأثير نجد صفحات الفيسبوك كانت مؤثرة في كل من تونس واليمن وليبيا والبحرين وسورية والسعودية وقطر والعراق ولكن بنسب متفاوتة أستنادا لانتشار المواقع وعدد المشاركين بها وجديتهم .
ومن هنا ندرك ان قوة الموقع الاجتماعي الفيسبوك قوة فكرية شبابية تقف وفي وجهه الضغوط السلطوية المتعددة في البلاد والتي تتحكم بالعباد على اسس واهية منها الحكومية والابوية والدينية والعادات والتقاليد البالية والزوجية وغيرها ممن تمنع وتحجم طاقات الشباب ومن كلا الجنسين . ولا ننكر ان هذه القوة كانت في البداية عفوية الا انها اليوم اكثر تنظيما وادق تعبيرا وانضج اهدافا ولذا يعتبر اليوم الفيسبوك من الوسائل الاتصالية الاعلامية التي دخلت بيوتنا بدون استأذان وغيرت الكثير من المفاهيم والسلوكيات المتبعة سابقا .
وعلية تعتبر اليوم كل من المدونات واليوتوب والفيسبوك من أشهر المواقع الالكترونية التي يعد المواطن فيها هو اللاعب الاساسي في نجاحها وتأثيرها على الشارع فهو المدون والفنان والصحفي فهو أذن المفكر والصانع والمسوق للافكار ودخل المواطن منافسة جادة مع صناع القرار و صانع الخبر وصانع المقال وصانع الفلم ومنتجيه وصناع الحدث ومعالجية وأتجهت اكبر شريحة مجتمعية الى عالم النيت .وعليه فالاعلام المواطناتي سحبت البساط وبهدوء من تحت الكثير من الوسائل الاعلامية والاتصالية التقليدية ورقية كانت او ضوئية منبرية او صوتية . ناهيك عن ان اكبر قوة شبابية وجدت ضالتها في هذه المواقع الالكترونية وهجرت الاعلام التقليدي ووسائله الامر الذي دعا اصحاب الفضائيات والمنابر والصحف ورجالات الساسة أن تنشأ لها حساب او ان تكون مشاركة في كل هذه المواقع ليتم التواصل بمرونة وتمد من عمرها الافتراضي وهذا ينطبق ايضا على الكتاب والشعراء والمطربين والاطباء وكافة الاختصاصات الاخرى وحتى المتقاعدين وربات البيوت .
أ.د.أقبال المؤمن
و هذا يعني ان الاعلام الالكتروني اليوم يغطي شتى مناحي النشاط الانساني ويتحكم بمسارات التفاعل الانساني وطرف اساسي في تشكيل المسار الذي يقودنا الى تشكيل الهدف المراد الا وهو صياغة الرأي العام . كما يمكن ان يعود الى الماضي عبر بوابات التاريخ ويعيد صياغة رسائله بما يتناسب واهداف المرسل ناهيك عن دوره في التأثير والتأثرب في و بالمتلقي , واصبحت لردود افعال المتلقي او ما يعرف بالتغذية الراجعة دورا لا يقل اهمية عن دورالمرسل فالدورة الاتصاليه في الاعلام الالكتروني اسرع بكثير من الاعلام بمفهومه التقليدي . ولذا يعتبر الانترنيت اليوم من اشهر واسرع وسائل الاعلام الالكترونية .
أذن كيف لنا ان نتعرف على هذه الوسيلة العصرية المؤثرة :
الانترنيت
البداية والتطور والعمل
كما ذكرنا يعتبر الانترنيت اليوم من اهم الوسائل الاتصالية الجماهيرية العصريه لانه اصبح بمتناول الجميع وبكل المستويات والفئات العمرية ناهيك عن سهوله اقتنائه وسهولة التعامل معه لان علم الحاسوب اخذ يدرس في غلب مدارس العالم .أذن ماذا نعني بالانترنيت كمفهوم ومصطلح اعلامي .
لانترنيت هو:
مجموعة من شبكات الحاسوب المتصلة بعضها مع البعض الاخر والتي تقوم بتبادل البيانات فيما بينها بواسطة تبادل الحزم باتباع بروتوكول الإنترنت الموحد . تقدم شبكة الإنترنت العديد من الخدمات مثل (الويب)، و تقنيات التخاطب، و البريد الإلكتروني، و برتوكولات نقل الملفات الإجتماعية و الثقافية من والى جميع بقاع العالم، و قد أدت هذه الحركة النقلية السريعة إلى تغيير المفاهيم التقليدية لعدة مجالات مثل العمل و التعليم و التجارة والحياة الاجتماعية والسياسية والفنية والاعلامية والنفسية .
تعني كلمة نيت (شبكة) وانتر تعني (بين)و مصطلح الانترنيت يعني( الشبكة البينية ) فشبكات إلانترنت تدار كل واحدة منها بمعزل عن الأخريات بشكل غير مركزي و لا تعتمد أيا منها على الاخرى في التشغيل ومن الممكن ان تستخدم كل منها تقنيات حاسوبية و شبكية مختلفة، و لكن ما يجمع هذه الشبكات فيما بينها بروتوكول مشترك قياسي هو بروتوكل الإنترنت.
شبكة الإنترنت تقوم بعمل بسيط وواضح، الا هو إيصال رسالة رقمية بين عقدتين لكل منهما عنوان مميز بطريقة "التخزين و التمرير" عبر الشبكة كما يمكن أن تقسم الرسالة إلى أجزاء يتخذ كلا منها مسارا مختلفا و تصل في ترتيب غير ترتيبها الأصلي ولذا يمكن للعقدة المتلقية أن تعيد ترتيب الرسالة. ولا تحاول الشبكة إجراء أي معالجات على الرسالة غير ما يتطلبه إرسالها بين النقطتين. اي انها واسطة نقل للمعلومات فقط بغض النظر عن المحتوى او المضمون فهي لا تفرق بين الرسائل اطلاقا لا شكلا ولا مضمونا .
وبهذه الطريقة تصل كافة البيانات مثل الاميلات او البريد الالكتروني و الملفات وعروض الفيديوهات و سماع الاصوات والنغمات الموسيقية و المحادثات و الدردشات و غيرها من البيانات الرقمية.
فالانترنيت أذن بحد ذاته لا يحتوي على المعلومات وانما هو الوسيلة الناقلة للمعلومات المخزنه في جهاز حاسوب آلي ما إلى جهاز حاسوب آلي آخر.
شبكة الانترنت انطلقت عام 1969 كمشروع لوزارة الدفاع الامريكية أربانتالذي من أجل مساعدة الجيش الامريكي وتمكينة من شبكات الحاسب الالي و ربط الجامعات ومراكزالبحوث العلمية بعضها مع البعض الاخر وكانت تعمل ببروتكولNCP مختصر
Network Control Protokolls الا انها عام 1983 استبدلتها ببروتكول TCP/IP
وهي بينة تصميمية تحدد مجموعة من الانظمة المستخدمة للاتصال في الشبكات الحاسوبية لتأمين التوافقية في ارتباط الشبكا ت المختلفة والمتواجدة في جميع انحاء العالم وهي اختصار ل
Transmission Control Protokoll/Internet Protokoll الامر الذي ساهم في نمو الشبكة و سهل عملية الإتّصال بين طلبة الجامعات وتبادل الرسائل الإلكترونية و أخذت الشبكة في التوسع والتطور وأخد طلبة الجامعات يسهمون بمعلوماتهم فالمتصفح "موزاييك"، والباحث "جوفر" و "آرشي" و الشركة العملاقة "نتسكيب" هي في الأصل من جهود طلبة الجامعة قبل أن يتبناها العقل التجاري و يطرحها إلى ما آلت إليه اليوم وكذلك الكثير من المواقع الاجتماعية مثل الفيسبوك واليوتوب وغيرهما من صميم النتاجات الطلابية . في الواقع وعلى رأي الكثير من الدارسين والباحثين يعتبرون أن من اهم اسباب نجاح الشبكة هذه هو اللامركزية في العمل فالشبكة تحكمها بروتوكلات للاتصال والذي يقر عمل هذه الابرتوكولات مهندسو شبكة الانترنيت وهي جهة مستقلة نوعا ما .
في 6 آب / 1991 ، وفي المختبر الأوروبي للفيزياء والجزيئات الواقع على الحدود بين فرنسا وسويسرا ، نشر مشروع الشبكه العالمية الويب والتي تم اختراعها من قبل العالم الإنجليزي تيم بيرنرز لي في عام 1989.
يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في العالم اليوم أكثر من 1.319 بليون شخص و ذلك حسب ما اعلن عنه في ديسمبر 2008 ، وتعد الصين أولى دول العالم في عدد مستخدمي الإنترنت الذين بلغ عددهم فيها 221 مليون شخص في شهر فبرابر 2008 ومن الممكن ان يكون الرقم قد تضاعف في عام 2011 استنادا الى ثورية المعلومات .
الشبكة الانترنيت هذه فنون اعلامية الكترونية ووسائل فنية متعددة والكثير من الصيغ الهندسية و التصميمية والبرمجيات المؤدية لفن التصميم الويبي المعدة خصيصا لتسهيل عملية نشر الاخبار والحقائق و الافلام والصور وما الى ذلك وعلى رأسها ما يلي :
اولا :المدونات الالكترونية .
ثانيا: اليوتوب .
ثالثا : مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة والمتنوعة نذكر منها ,مثل الفيسبوك و الياهو yahoo والتويتر Twitterومايسبيس Myspace وتومبلرTumblr, و Orkut و Digg ,و YiGG ,و Buzz و del. Icio. Us , والسكايبي وغيرها الكثير من هذا القبيل .
المدونات الالكترونية
البداية والتطور
يقترن تطور المجتمعات بتطور وسائل نقلها للمعلومات وبما اننا اليوم في عصر الانترنيت والذي يعد من اسرع واحدث الوسائل في نقل المعلومات الامر الذي اطلق على عصرنا هذا عصر المعلومات او عصر ثورة المعلومات أستنادا لهذه التقنية . اتاح الانترنيت لكل فرد له القدرة على التأليف والنشر ونقل المعلومة شرف الاشتراك في تطوير المجتمع فجاءت المدونات الالكترونية كوسيلة وفن من فنون نقل المعلومات والحقائق الامر الذي اصبح كل عنصر في المجتمع له قدرة التأثير والتأثر و ان يكون فعالا بعد ما كان الفرد متلقيا سلبيا مقموعا من قبل السلطات ومالكي وسائل الاتصال الاخرى الجماهيلاية منها والمتخصصة .
المدونات الإلكترونية كوسيلة فنية اتصالية الكترونية أصبحت اليوم تعد ثورة أنترنيتة حقيقية للتدوين المواطناتي و بها تدخل المنظومة الإلكترونية عهدا جديدا ضمن المشهد الإعلامي.
ويلاحظ أن المدونات الالكترونية باتت تشغل حيزا مهما على خارطة الإعلام، فقد أثبتت الدراسات أن بعض المدونات احتلت مرتبة متقدمة في لائحة المواقع الأكثر استقطابا للزوار، متقدمة بذلك على مواقع مؤسسات وهيئات إعلامية كبرى وحتى على الصحف الورقية المعروفة ايضا ، وبرزت ظاهرة المدونيين كصحفيين لا يستهان بهم او ككتاب في مجال الادب والفن والنقد ومنظري في عالم السياسة , لا بل أصبحت بعض المدونات أو دفاتر الإنترنت (blog) بلوكر وجمعها (blogs) بلوكرز أشهر من نار على علم و أخذت تنافس كبريات الصحف العالمية والعربية وهذا يعود الى عنصر الترجمة المرافق للمدونات .
فالمدونات الالكترونيه هي صفحات او مساحات الالكترونية (في عالم افتراضي نراه ونحسه ولكن لا نلمسه) تعرضها الكثير من المواقع العملاقة ومكائن البحث العالمية مجانا و بتصاميم هندسية رائعة متنوعة و مختلفة قابلة للتغيير و التحويل حسب ذوق المدون وبنقلات سهلة ومرنة ناهيك عن استعمال الالوان والخطوط و الصور و التشيكلات الاعلامية الاخرى التي يحتاجها كل محرر , وبأمكان المدون ان ينشر بها ما يريد من مواد اعلامية كأن تكون مذكرات او مقالات او ريبورتاجات او قصص او شعر او خواطر او غيرها من الفنون والصياغات الاعلامية الاخرى الامر الذي جعل الكثير من الشخصيات السياسية والفنية والعلمية ان تجد ضالتها في هذه المدونات لنشر ما يودون نشره ناهيك عن الكثير من المنظمات والاتحادات والجمعيات وغيرها من منظمات المجتمع المدني المساهمة والراعية لهذه الوسيلة الفنية الالكترونية بنفس الوقت .
أدارة المدونة بحد ذاتها فن تطبيقي من التطبيقات الفنية للانترنت،تدار من خلال نظام لإدارة المحتوى، و لكون المدونة في أبسط صورها عبارة عن صفحة ويب على شبكة الإنترنيت تظهر عليها تدوينات (مداخلات) مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا ينشر منها عدد محدد يتحكم فيه ناشر المدونة بنفسه تحتاج أذن الى ادارة تطبيقية ، كما يتضمن النظام آلية لأرشفة المداخلات القديمة، و يكون لكل مداخلة منها مسار دائم لا يتغير منذ لحظة نشرها يمكن للقارئ من الرجوع إلى اي تدوينة معينة في وقت لاحق عندما لا تعود متاحة في الصفحة الأولى للمدونة الا انه يحق للمدون ان يحذف او يعدل ما يشاء من المداخلات السابقة متى مايشاء و كيفما يشاء ، فبرمجة المدونه تتيح للمدون ان يتحكم بالكثير من متطلبات التحرير مثل جماليات الخطوط الملونة لصياغة المانشيتات بالخط العريض وبكل تدرجاته الخطية واللونية ناهيك عن انواع الخطوط المساعده لجذب القارئ. كل مدونة يمكن ان تحمل عنوان رئيسي وعناوين فرعية و اعمدة وتواريخ وخلفيات ملونة او على شكل تشكيلات فنية او صورية وما الى ذلك من التصميمات الصحفية الورقية المتعارف عليها لا بل اكثر منها مرونة وجمالية بالاضافة الى تنزل الصور والافلام والاعلانات وغيرها .
فآلية النشر هذه ببساطتها وعمقها في ان واحد فسحت المجال لكل هاوي او متمرس ان ينشر ما يريد ويدون ما يبتغي ناهيك عن تقنية التغذية الراجعة التي اتاحت لكل متلقي ان يدلو بدلوه دون قيدا اوشرط مالم تكون ردوده مخلة ببروتكول الاعلام وشرف التدوين . وللمدون المستضاف من المواقع المضيفه استقلالية تامة اي أنه لا يمت لها بأي صلة اعلامية و بمعنى ادق كل ما ينشر في المدونة يحسب على المدون فقط ولكن يرتبط المدون ببروتكول التدوين الالكتروني . ولابد من الاشارة الى ان عملية اقتناء مدونه لا يتطلب الا ملئ نموذج بسيط لمعلومات بسيطة عن المدون كالاسم والعمر والعنون الالكتروني كما هي في فتح حساب اي أميل او بريد الكتروني .
المدونات والتدوين يمكن اعتبارهم من اهم الوسائل الاتصالية الفنية الخاصة والعامة (الجماهيرية ) على حد سواء لتطوير النشر فيهم واتساع شمولية الانترنيت وتنوع مجالاته و لكون المدونات لا تختصر على جهة معينه او فن معين او اسلوب محدد او مجال محدد فالتنويع والتنوع ظاهره صارخة في التدوين الالكتروني تستحق المتابعة والدراسة والتطوير لانها تحمل في طياتها طابع النشر والدعاية والترويج والتعليم والاخبار وبقية الفنون الاخرى بكل اهدافها ووظائفها ناهيك عن الطابع التخصصي للمواد المنشورة او التصميم المختار كان تكون شخصية او عامة , علمية او ادبية , فنية او سياسية , اجتماعية او طبية ذات مضمون فني مسرحي او فني سينمائي , تهتم بالمجال ألاذاعي او التلفازي , دينية او رياضية وغيرها من مجالات الحياة وتخصصاتها .
ولهذا يمكن اعتبار التدوين إلى جانب البريد الإلكتروني والمواقع الاجتماعية من أهم الخدمات التي رافقت عالم الإنترنت على وجه الإطلاق.
ولابد من الاشارة الى عدم وجود اي معايير رسمية للمدونات او المدوننين على الاطلاق في النشر او الاقتناء فالمجال مفتوع على مصراعية لاقتناء اكثر من مدونة ونشر كل ما يجول بخاطر الناشر او المدون دون قيدا او شرط الا معايير ابروتكول التدوين والنشر الذي تؤكد على عدم الماس بحرية الاخر او النيل به افتراءا.
فالمدونات أذن بالمفهوم العام والخاص هي مواقع الكترونية على شبكة الانترنت كوسيلة فنية للنشر تتميز بسهولة إعدادها وصيانتها و تحديثها ومتابعتها والتعليق عليها والاستمرارية في تغذيتها في روابط و وصلات ومواقع مختلفة ومن مواقع مختلفة ، وقد ظهرت في البداية كدفتر يوميات شخصي يكتب فيها الشباب انفعالاتهم و اهتماماتهم وتفاصيل حياتهم، ثم تطورت لتصبح وسيلة للتعبير عن الآراء والحوارات المتنوعة حول قضايا مشتركة عربية كانت ام عالمية , فلسفية ام فقهية , سياسية ام اجتماعية الامر الذي وجدت الشعوب المحرومة والمبتلاة بالاحكام الدكتاتورية ضالتها في المدونات للتعبير عما يجول بخاطرها الامر الذي احدث طفرة نوعية في ما تطرحه هذه المدونات وفي كل المجالات وبمعنى ادق اصبح بأمكان اي شخص ان يصدر او يملك صفحة الكترونية على غرار الصحيفة الورقية تسمى مدونة او بلوكر . ولذا جاءت فاعليتها الأساسية من كونها تمثل صوت “رجل الشارع” او نبض الشارع باكمله دون أي رتوشات إيديولوجية أو رقابة مؤسساتية. فالمدونات وسيط مفتوح لنشر الآراء من جميع الاتجاهات، كما أنها بآنيتها وسرعة مقاربتها للأحداث وربما هي طرف من الحدث لا بل يمكن ان تكون صانعة للحدث كادت أن تسحب البساط من تحت الصحافة التقليدية، خاصة في الدول ذات الحيز الضيق من حريات التعبير، والاحتكار شبه الكلي للإعلام من طرف السلطة وبما ان المدونات كوسيلة تعبيرية لازالت فتية الا انها اصبحت تنافس اقدم الوسائل الاعلامية والنشرية اليوم . فالمدونة او البلوكر ظهر لاول مرة أواخر سنة 1997 . و في ديسمبر 2002 برزت قوة المدونات كوسيلة اعلامية مؤثرة وعامل تغيير فعال اثر حادث هام في الولايات المتحدة الامريكية عندما اجبرت في نهاية المطاف ترينتو لوت قائد حزب الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، إلى الاستقالة من منصبه، بسبب تعليقات عنصرية قالها في احتفال . فوسائل الإعلام التقليدية حينها لم تهتم ولم تعر اي اهمية لهذه التعليقات ، الا ان تلك التعليقات لم تمر بسلام بالنسبة للمدونين الذين شنوا عليه هجوما لاذعا وصل مسامع الصحافة الجماهيرية والمتخصصة و وسائل الإعلام والرأي العام، فتحولت غلطة ترينتو لوت إلى فضيحة تامة، و تبع ذلك الكثير من الأحداث المتشابهة التي أدخلت الصحفيين معترك التدوين، وبدأت المدونات في اكتساب القدرة على التغيير.وبذات السياق كانت الحرب على العراق سببا من أسباب ذيوع وانتشار صيت المدونات. فمن ناحية، ظهرت في عام 2002 مدونات مؤيدة للحرب من أشهرها إنستابوندت و في عام 2003 ظهرت المدونات كوسيلة للعديد من الأشخاص المناوئين للحرب في الغرب للتعبير عن مواقفهم السياسية و منهم مشاهير السياسة الأمريكية من أمثال هوارد دين ، كما غطتها مجلات شهيرة كمجلة فوربس في مقالات لها، كما كان استخدام معهد آدام سميث البريطاني لهذه الوسيلة دوره في تأصيلها. ومن ناحية أخرى ظهرت مدونات يكتبها عراقيون، بعضهم يعيشون في العراق و يكتبون عن حياتهم في الأيام الأخيرة لنظام صدام حسين الا ان أثناء الاجتياح الأمريكي اكتسبت بعض هذه المدونات شهرة واسعة و عُدَّ قراؤها بالملايين، و طبع أحدها وهو” أين رائد؟” المدون في غالبيته العظمى بالإنجليزية في كتاب، و ظهرت أخريات يكتبها جنود غربيون في العراق مما شكل مفهوما حديثا لدور المراسل الحربي و ظهر ما سمي بـ “مدونات الحرب” . وفي أثناء الحرب كان لدى خوان كول، أستاذ التاريخ، الكثير ليقوله حول الإرهاب والحرب على العراق، لكن القليل من كان يصغي إليه، ولم يستطع نشر مقالاته في الصحف، لكنه حين أنشأ مدونته حصل على 250 ألف قارئ شهريًا، وبدأ في الظهور في وسائل الإعلام، بل وشهد أمام لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية يقول: “نتيجة لتدويناتي، دعتني مجلة ميدل إيست جورنال للمساهمة في عدد خريف 2003. وعندما أجرى موظفو لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية بحثا بين المنشورات عن مقتدى الصدر وحركته، لم يظهر سوى مقالي. وقد قرأه موظفو مجلس الشيوخ وبعض الأعضاء وكانوا متشوقين لمعرفة آرائي حول الوضع”. هذا التحول لخوان كول إلى خبير ومفكر معروف يعزز التأثير المذهل لعالم المدونات.
ولبيان أهمية هؤلاء المدونين في كشف حقيقة الغزو الأمريكي للعراق، تقول “إليزابيث لاولي” الأستاذ المساعد بإدارة تكنولوجيا المعلومات في معهد روشستر للتكنولوجيا: إنهم (البلوجرز) “جعلوا المشكلة مع العراق أكثر إنسانية، فحينما ذهبنا إلى فيتنام لعب التلفزيون دوراً في تغيير صورة الأوضاع هناك، وغير بالتالي رأي الأمريكيين في الحرب، وقد قام المدونون بدور مشابه هذه المرة بعدما وفروا للناس منتدى عالمياً حول المشكلة وأعطوا لقطات سريعة للحياة في البلد الذي وقعت به الحرب “وبالصوت والصورة”.
و في عام 2004 أصبحت المدونة ظاهرة عامة بانضمام العديد من مستخدمي ألإنترنت إلى صفوف المدونين الامر الذي تحولت اخبار وتقارير المدونات الى قوة إعلامية مؤثرة في القرارات بشكل متزايد.
التأثير الآخر للمدونات برز خلال تسونامي جنوب شرق آسيا، حيث سبق كتاب المدونات هناك الصحافة بتغطية الكارثة، وغطوا بالتفصيل الدمار الحاصل الامر الذي دفع محطات التلفزة العالمية الاستعانه بهذه المعلومات في نشراتها الاخبارية وتعتبر المدونات اليابانية هي الاكثر بين المدونات العالمية . و استنادا الى التأثير والمصداقية والسرعة فينقل المعلومات من قبل المدوننين في مدوناتهم ازداد عدد الامريكان الذين يقرءون المدونات بنسبة 58% ليصل العدد الكلي إلى حوالي 32 مليون قارئ وهذا حسب ما نشره مشروع بيو للانترنيت والحياة الامريكية 2004 فما بالك عام 2011، ويفيد “مشروع الامتياز في الصحافة” التابع لجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، أن معظم هؤلاء يتابعون المدونات من أجل الحصول على المعلومات ومتابعة الأخبار.
وقد شهد عام 2006 طفرة عالمية في عالم التدوين، حيث بدأ عدد المدونات يتضاعف كل ستة أشهر، وحسب إحصائيات شهر أغسطس 2007 فقد تجاوز عدد المدونات حول العالم 50 مليون مدونة! ويضاف إلى عالم التدوين كل يوم ما بين 75- 175 ألف مدونة بمعدل 7200 مدونة في الساعة ويرصد محرك بحث تكنوراتي العالمي كل يوم حوالي 1,2 مليون موضوع تدويني جديد، أي بمعدل 50 ألف موضوع في الساعة الواحدة.والدراسات اليوم تؤكد وجود اكثر من 70 مليون مدونه
لعام2011 .
وعليه فالتدوين مر بالمراحل التطويرية التالية :
اولا البداية : او دور برمجة المدونات والاعلان عنها كان عام 1994 من قبل اكسنغ وهي الفترة الاولى لظهور خدمات التدوين الالكترونية وفيها عرضت كل من اوبنديري سنة 1997 و لايفجرنال 1998 وبلوكر سنه1999 مساحاتها الالكترونية للنشر وكانت الصفة العامة لهذه المدونات كالمذكرات اليومية ذات الطابع الشخصي .
المرحلة الثانية: او الميلاد الحقيقي والفعلي للمدونات كان سنة 2001 خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر ، في هذه المرحلة دخل الصحفيون إلى معترك التدوين وبدأت المدونات تكتسب قدرتها على التغيير وبها تحولت المدونة الى صحيفة شخصية ونضجت شخصية المدون و أصبح قريب الى الصحفي منه الى المراهق الهاوي .
المرحلة الثالثة: اوفترة النضوج بدأت في النصف الثاني من عام 2004، عندما اصبح التدوين ظاهرة عالمية ومن ثم عرفت انفجارا تدوينيا هائلا و كبيرا تتوج هذا النجاح سنة 2005 وبها احتلت المدونات مكانة مؤثرة لا يستهان به لانها حملت هموم الشارع بكل تفاصيلها واصبحت بحق تحمل طابع الاعلام الشعبي او المواطناتي وغيرت الكثير من المفاهيم للصالح العام وسحبت البساط من تحت اعلام الحكومات المتسلطة على الرقاب .
المرحلة الرابعة :الانتشار والشيوع والتأثير الفعلي
أخذ تزايد اعداد المدونات و تضاعفها الملفت للنظر كل ستة أشهر لتتجاوز السبعين مليون مدونة حسب بعض الإحصائيات دافعا لتسارع الكثير من دور النشر المهتمة بالابداعات الادبية والصحفية تنظم المسابقات والجوائز النقدية للمدونات المتميزة واصحابها كالمسابقة التي نظمتها صحيفة جارديان البريطانية وجائزة بوليتزر وجائزة مراسلون بلا حدود وغيرهم ممن فتح أبواب الترشيحات امام الصحافة الالكترونية وعلى رأسها المدونات للتنافس فيما بينهم على الافضلية في الطروحات ونقل المعلومات وتبادل الاراء .
التدوين العربي :
اما التدوين في الوطن العربي فبدء تقريبا عام2004 من خلال بعض مستخدمي الإنترنت المطلعين على المواقع الأجنبية، والذين استهوتهم التجربة فقرروا محاكاتها، فظهرت أولى المدونات العربية باللغة الإنجليزية في المشرق العربي و بالفرنسية في المغرب العربي. إذ كان أشهر موقع يوفر هذه الخدمة، وأكثرها احترافية هو كوكل العارض لبلوكر .
و بعدها بدءت المواقع العربية هي الأخرى تعرض خدمات التدوين، وتوفير المساحات للمستخدمين، فاتحة بذلك باباً واسعاً لعدد كبير من مستخدمي الإنترنت بالعربية، ومعلنة عام 2005، عاما عربيا للتدوين، حيث فتحت مواقع مكتوب وجيران وأكتب مجالا لخدمة التدوين.
المدونات العربية لاتقل في اهميتها وتأثيرها عن مثيلاتها المدونات الغربية فوجد المدون العربي نفسه مسؤولا وداعيا الى التغيير فعبرت الاقلام الحرة عما يجول بخاطرها وعقدت المقارنات بين الاوضاع العالمية والمحليه وكشفت عورات الحكام وتأمرهم على شعوبهم وفتحت باب النقد على مصراعيه و شخصت الامراض المتفشية في المجتمعات العربية ورصدت ظواهر سلبية سياسية واجتماعية ممن لها اليد الطولى في تخلف البلاد والعباد الامر الذي طال بعض المدوننين قصاص السلطات ومنهم لايزال في غياهب السجون .
المدونات العربية وجدت طريقها في الامارات اولا ومن ثم في المغرب العربي كالجزائر والمغرب ومصر وبعدها تتابعا بقية البلدان العربي الامر الذي نرى اليوم مدونات عربية متنوعة ومن كل الوطن العربي وجميعها تناقش الظلم والجور والفقر والامية التى تعاني منها الشعوب العربيه ناهك عن دورها الفعال في حركة التحرير المستمرة والانتفاضات الجماهيرية وخاصة في تونس ومصر والعراق وسوريا وليبيا وغيرها من الدول العربية .
المدونات العربية فتحت باب الاعلام الحر ونقلت الواقع بكل حذافيره وبكل تناقضاته واصبحت نبض للشارع العربي بكل مكوناته واصبح الاعلام المواطناتي اصدق من الاعلام الرسمي وابلغ تاثيرا منه فنشرت الكثير من المقالات التى تدعو الى التحرير والتغيير وتبني الديمقراطية ناهيك عن الامراض الاجتماعية الاخرى .
وبهذا اصبحت اليوم المدونات ظاهرة لا يستهان بها في التأثير والتغيير لانها انتشرت بين كل شرائح المجتمع واخذت اليوم جانب تخصصي ايضا كأن تكون مدونات طبية او سياسية او فنية اوفلكية او ادبية وما الى ذلك .
وبهذا الخصوص نشرت الكاتبة الايطالية باولا كاريدى تقيما للمدونات العربية بقولها: (إن المدونين العرب يستخدمون الانترنت في محاولة منهم لتغيير الواقع المعاش، كما يحاولون إظهار الوجه الإنساني للعالم العربي في مواجهة النمطية الأوروبية عن الشرق المسلم، فهؤلاء المدونون يدركون تماما كيف ينظر الغرب إليهم ويحاولون تغيير هذه الرؤية عبر استخدام لغة محتليهم السابقين، فهناك عشرات المدونات العربية التي تستخدم اللغتين الإنجليزية والفرنسية على شاشة الانترنت) . وعلية فالتطور الاعلامي الالكتروني او المواطناتي أخترق طريقة تفكيرنا وثقافتنا العامة وشؤوننا الداخلية على الصعيد السياسي او الاسري ولامس حياتنا في كل صغيرة وكبيرة ودفع بعض الحكومات الى مواكبة هذه التغيرات مجبرة معلنة بداية حقيقية لحرية الرأى وطريق اللا عودة لاحتكارة من قبل فئة قليلة ضالة .هذا التراجع السلطوي جاء مستندا على قوة فعالية تدفق سيل المعلومات الفعال والذي لا يمكن ان تحتوية حكومة ما او جهة ما او مجموعة ما ولو حتى نسبيا لانها ستحكم على نفسها بالتخلف والتأخر في كل مجالات الحياة ويمكن حتى بالانقراض من الوجود أذ اصرت عل ذلك .فعالمنا اليوم فعلا قرية معلوماتية مترابطة بشبكة عنكبوتية الكترونية فترانا نأكل ونلبس ونتحدث بمنطق واحد ويمكن ان يكون في القريب العاجل أقتصادنا واحد لتكمل العولمة وبالايادي الناعمةالمتمثلة بالوسائل الاعلامية وتأثيرها في الشعوب .
اليوتوب:
الوسيلة الالكترونية الثانية والمؤثرة حقا في المتلقين و التي تعتبر من الاعلام الالكتروني والمواطناتي الذي حرك الشارع العالمي والعربي هو اليوتوب .
ماذا نعني باليوتوب : هو مأخوذ من الكلمة الانكليزية You tube وهو موقع web ويب متخصص لعرض الفديوهات ويحق لاي شخص ان يفتح له حساب على غرار الياهو او المدونات او الفيسبوك ومن ثم يرفع ما يشاء من الفديوهات ومشاهدتها مجانا طبعا.
تأسس اليوتوب في15 من الشهر الثاني من سنة 2005 بواسطة ثلاث شباب كانوا يعملون في شركة باي بال وهم تشاد هيرلي امريكي وستيف تشين من تايوان وجاود كريم ذو ألاصول البنغالية والمولود سنة 1979 في المانيا الشرقية .
يستخدم هذا الموقع الويبي تقنية الادوبي فلاش لعرض المقاطع المتحركة المرسلة من قبل المساهمين .
محتوى الموقع متنوع والمساهمات فيه مختلفة مابين مقاطع الافلام والتلفزيون والاخبار والمقابلات والبرامج السياسية والدينة والاجتماعية والتعليمية والتربوية والصحية والطبيعية والاغاني والموسيقى وغيرها وتنتج هذه المشاركات من قبل العامة والخاصة و من قبل المحترفين والهواة على حد سواء .
اصبح النطاق نشطا لليوتوب في الشهر الخامس من عام 2005 الا انه افتتح الموقع رسميا بعد ستة اشهر YouTube.com
يعتبر اول من رفع فلم على اليوتوب هو جاود كريم في يوم الاحد 23.04.2005 المصادف بعنوان Me at the Zoo . ومن الممكن مشاهدته على اليوتوب في اي وقت تشاء وهذه ميزة تضاف الى مميزات اليوتوب بأنه يحفظ ذاكرة الاجيال . ألموقع حاليا مزود باكثر من 67 موظف .
في اكتوبر سنة 2005 اشترت كوكل الموقع ب 1.65 مليار دولار.حسب الكثير من المصادر وعلى راسها اليكسيا . يعتبر الموقع اليوم ثالث اكثر المواقع شعبية بعد ياهو وكوكل وعدد مشاهدية تصل يوما الى أكثر من100 مليون مشاهد و يتم رفع أكثر من 13 ساعة تقريبا من الافلام كل دقيقة .الحقيقة لا يسمح نظام او برتكول اليوتوب وضع افلام او مقاطع او اي انتاج اخر له حقوق نشر محفوظة من دون أذن اصحابها كما لا يسمح بالافلام الاباحية والافلام التي تسئ لشخصيات معروفة عامة او افلام تشجع على الاجرام او الاعلانات التجارية وما الى ذلك من الافكار الهدامة للانسانية وذلك من خلال سمة التبليغ عن مسيئ .الملفات المرسلة ليوتوب يجب ان لا يطول مدة عرضها عن 15 دقيقة وان لا يزيد حجمها على 1 كيكابايت . علما ان الموقع هذا في تقدم تقني مستمر يساعد على سهوله المشاركة وجودة العمل ناهيك عن السماح لبقية الوسائل الالكترونية الاخرى في ان تتداخل وتتواصل معه وبسهولة ومن خلال سمة التعميم على المواقع الاجتماعية او المواقع الاخرى او الارسال عبر الاميل ويتيح الموقع للمشاهد ان يعلق او يسجل انطباعته من خلال سمة التعليقات او التغذية الراجعة .ناهيك على ان الموقع متوفر بعدد من اللغات كالانكليزية والالمانية والفرنسية والصينية والايطالية والعربية والاسبانية والهولندية والكورية والبولونية وغيرها اي تقريبا أكثر لغات العالم.
أذن اليوتوب خدمة مجانية اعلامية فنية اخرى للانترنيت متاحة للجميع وايضا لعبت دورا كبيرا في التأثير والتأثر في وعلى المتلقي في عالمنا العربي كما هو في العالم الغربي وخاصة في الكوارث الطبيعية والانتفاضات والثورات الشعبية العربية واصبح مصدر للمعلومات و اكثر مصداقية من وكالات ووسائل الاعلام المتعارف عليها الامر الذي استندت عليه كبرى الصحف والشاشات العالمية والعربية ناهيك عن البرامج التعلمية التى سهلت على المتلقي ان يكسب مهارة في شتى المجالات وخاصة في برامج وانظمة الكمبيوتر مثل الوندوز والاكسل والاكسس والفتو شوب والكثير من البرمجيات والبرامج الاخرى وفي تعلم اللغات والتصوير والطبخ وما الى ذلك .
عملية الانظمام والتسجيل في هذا الموقع وكما ذكرنا لا تتطلب من المشارك اكثر من 10 دقائق هو ان تفتح لك حساب على غرار الاميل في خدمة الياهو ومن ثم ترفع ما تريد من المشاركات الفنية من افلام وموسيقى وما الى ذلك وبهذا تكون أنت صاحب ومالك قناة ترفع بها ما تشاء من الفنون البصرية .وكما في المدونات هناك الكثير من الشركات ممن اعلنت المسابقات لافضل انتاج فني كأن يكون افضل فلم او افضل لحن او أفضل اخراج وما الى ذلك . و لاهمية وخطورة و نجاح اليوتوب نرى الكثير ممن لهم مكانة عالمية من المحترفين والقنوات الفضائية والكثير من البرامج العالمية المشهورة والمعروفة وبلمختصر المفيد نرى اليوم اغلب الوسائل الاعلامية الفنية لها قناة على اليوتوب ناهيك عن العامة وفي كل المجالات وهذا يعني ان اليوتوب اليوم دخل مرحلة الشعبية والاعلام المواطناتي واصبح ينافس ويتنافس عليه وبه اغلب المحترفين والمتخصصين في كل المجالات .أما كون اليوتوب مأثر فعلا في المتلقين هذا ما لمسناه من خلال تعمد الكثير من الدول منعه اوحجبه عن جمهورها احيانا بصورة مطلقة واخرة لفترة محددة كأيران وتركيا وباكستان وسورية ومصر وتونس والسعودية ولاسباب اغلبها اما سياسية او دينة , واغلب هذه الحجوبات كانت في عام 2007 ولكن عام 2011 نادر ما نرى حجب على اليوتوب وذلك بسبب الحراك الانفجاري للثورات المتتالية في الشارع العربي .
فثورة تونس ومصر وسوريا واليمن والبحرين وليبيا والعراق وغيرها من الحركات الثورية والتغيرات الاجتماعية في الوطن العربي نراها موثقة على الموقع يوتوب هذا ناهيك عن التبعات الاخرى لكل هذه الحركات قبلها وبعدها فاليوتوب اليوم اصبح اكبر مكتبة صورية وثقت افعال وسلوكيات الشارع العربي بالصوت والصورة وستحفظة لاجيالنا القادمة وهذه طفرة نوعية في الحفظ والتخزين لهذه الفنون والوسائل الاتصالية بعد ان كان الكثير من الصعوبات في استعمالها . فعصر التكنلوجيا وفر لنا اصغر الرقائق الالكترونية والتي تستوعب مئات الملفات ويمكن لاي شخص ان يحملها بسهولة وفي اصغر جيب عنده وبأمكانه ان يستعملها متى يشاء واينما يشاء . اليوتوب ايضا نقل الدراما والفنون السمعية والمريئة نقلة نوعية كفن واعلام واصبحت حرية التنفل والتعرف على هذه الفنون ومن كل انحاء العالم بسهولة ويسر .ومن هنا نؤكد مرة ثانية ان الاعلام المواطناتي الالكتروني اصبح سمة العصر وهدفه .
الفيسبوك
هو موقع ويب للتواصل الاجتماعي يمكن الدخول اليه مجانا كما في اليوتوب والمدونات . لقد قام مارك زوكربيرج بالتعاون مع كل من داستين موسكوفيتز وكريس هيوز وهم زملاء دراسة في جامعة هاردفارد في مجال علوم الحاسوب بتأسيس الفيسبوك وكانت عضوية الموقع مقتصرة على طلبة جامعة هاردفارد في بادئ الامر تم امتدت لتشمل كافة الكليات وطلبة المدارس الثانوية واخيرا اي شخص من كل العالم يبلغ من العمر 13 عاما ويضم الموقع حاليا أكثر من 750 مليون مستخدم من كل انحاء العالم .
في الواقع انطلق الفيسبوك من موقع الفيس ماش Face Matchوالمعتمد على نشر صور لمجموعة من الاشخاص لاختيار الاكثر جاذبية منهم و هذا يعني انه كان من نمط مواقع الهوت اور نوت Hot or Not التابعة لجامعة هارفارد في بادئ الامر ولكن وبالتحديد في 4.9.2004 قام زوكربيرج بتأسيس موقع الفيسبوك وبنطاق the facebook.com وبعد ذلك انظم له زملائه كل من موسكوفيتز مبرمج وكريس و ادوارد و أندولا ماكولام رسام جرافيك لمساعدته .
وفي عام 2005 بعد ان اشترته الشركة بمبلغ 200000 دولار امريكي اسقطت كلمة the من اسم النطاق واصبح كما هو الان facebook.com . وفي عام 2008 اعلنت ادارة الفيسبوك بأنها اتخذت مدينة دبلين عاصمة ايرلندا مقرا دوليا لها .
وكما هي اغلب الوسائل الالكترونية الاخرى لاقى الكثير من الهجوم والمنع والحجب والحظر وبحجج واعذار لم تصمد امام اهمية ونجاح هذا الموقع .
وبما ان الموقع كان الهدف منه التعارف بين الطلبة الا انه تحول الى التعارف العالمي و تبادل الاخبار والكثير من النتاجات الفكرية والادبية والصور بين المشتركين واخذ الصفة العالمية بأمتياز وفي المدة الاخيرة كان فعال في نقل الاحداث السياسية على الساحة العالمية بصورة عامة والعربية والمناطق الساخنة بصورة خاصة .
يعتبر الفيسبوك من المواقع الاجتماعية المفضلة والاكثر شعبية والاكثر بساطة من بين المواقع الاجتماعية الاخرى وخاصة بمستوى التخصص فهو يتيح لمستخدميه تنزيل ملفاتهم بأستخدام النص العادي بالاضافة عن مساحة متخصصة wall تتيح للاصدقاء ارسال الرسائل والنكزة Poketes للتنبيه والترحيب وتحميل الصور Photos ,وامكانية التبليغ عما يحصل وكذلك سمة ال Status او الحالة والتي بها يبلغ الاصدقاء بعضضهم البعض بما يقومون به في اي وقت يشاءون و وفقا لاعدادات الخصوصية يمكن مشاهدة لوحة الحائط الخاصة بأي مستخدم وملفه الشخصي لو كان من ضمن الاصدقاء هذا بالاضافة الى نشر الرسائل النصية والخبرية واللنكات والصور وغيرها على الحائط و ايضا من الممكن تعميمه على كافة الاصدقاء ودخلت هذه الخدمة حيز التطبيق اعتبارا من يوليو 2007 . هذا ناهيك عن خدمة ال تغذية الاخبارية News Feed الفورية والاشعارات بالتغيرات التى تحدث على الملفات الشخصية للمشاركين والاحداث المرتقبة وتواريخ اعياد الميلاد الخاصة بالاصدقاء هذا بالاضافة الى خصوصية التحكم بكل هذه المعلومات والسيطرة عليها من قبل المستخدمين والتحكم بعدد المشاهدين او القراء لكل ما ينشره المستخدم . أن ما يجعل الفيسبوك حيويا ومتفاعلا مع الجميع هي ميزة او سمة Facebook Notes والتي عمل بها اعتبارا من 22 أب 2006 فسمة التعليقات هذه من قبل المشاركين جعلت صفحات الفيسبوك اكثر حيوية وتفاعل مع الاحداث لانها مدعمة بالكلمة والصورة والتعليق اي تدوين مايشاء المشارك من معلومات . اما في 7 ابريل 2008 اطلقت خدمة التواصل مع الاصدقاء عن طريق ال Comet او بما هو معروف ال Chat الذي يتح الفرصة للكتابة مع من موجود من المشاركين بصورة مباشرة .هذا بالاضافة الى ارسال الهدايا الافتراضية والاعلانات المبوبة المجانية.
في 11 ديسمبر من عام 2008 وبعد ان اصبحت المشاركة والتسجيل في الفيسبوك بسيطة وسهلة للغاية اعلنت شركة كومسكور بان الفيسبوك يعد من اشهر مواقع التواصل الاجتماعي وذلك استنادا الى عدد مستخدميه الذي وصل عددهم الى 132.1 مليون مستخدم مقارنة بالموقع الاجتماعي ماي سبيس الذي وصل عدد مستخدمية لعام 2008 الى 117.6 مليون مستخدم .
ومن هنا يتضح لنا ان الموقع الاجتماعي الفيسبوك اصبح من المواقع الشعبية ومن وسائل الاتصال الجماهيرية المؤثرة جدا وهذا ما لمسه مواطني الوطن العربي وخاصة في دوره الفعال في تأجيج الشارع العربي ضد الحكومات الدكتاتورية الفاسدة كما في تونس ومصر واليمن وليبيا وخيرا سورية والانتفاضات المتتالية في العراق ضد الفساد والمحاصصة الطائفية الامر الذي قامت الكثير من الدول بحظر وحجب موقع الفيسبوك على مواطنيها ومن بينها سورية وايران وليبيا , ونظرا لبعض خصائص الفيسبوك منها سهولة الانظمام و الاستخدام سمح لبعض المغرضين من استعمالية لاغراض لا تليق بأهداف الموقع ولكن وجود سمة التبليغ بالاساءة الموجودة بالموقع اخذت بالحد من مثل هذه الاساءات .
هذا بالاضافة الى ان الموقع واعتبارا من نوفمبر 2007 لا يخلو من سمة التسويق التجاري المتمثلة بلبيكون Beacon والتي تتيح للمواقع المختلفة الاعلان عن انشطتها التجارية من خلال نشر الاعلانات والترويج للسلع المعلن عنها وكذلك السماح للاعلانات الاجتماعية المرافقة للملفات الشخصية للمستخدمين .
من المأخذ على الفيسبوك كونه يظم اكبر مجموعة من المعلومات عن المستخدمين ومن المممكن استخدامها ضدهم وبالرغم من تنشيط سمة توقيف حساب المشترك الامر الذي دفع المتحدث الرسمي بأسم الفيسبوك بالتصريح بأنهم لم ولن يقوموا بتزويد اي جهة بيانات المستخدمين لهذا الموقع وكذلك اتاحة امكانية حذف الحسابات الخاصة بصورة نهائية عند الطلب من الموقع .
بالمختصر المفيد يعتبر اليوم موقع الفيسبوك من اهم المواقع الاجتماعية شهرة وتاثيرا في الوطن العربي ومتنفسا من ضغوط الحياة للكثير من الشباب وتعتبر مصر الاولى في الشرق الاوسط استخدامنا للفيسبوك حيث يضم اكثر من 2.5 مليون مشترك وله الدورالفعال في تغيير الاوضاع السياسية والكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية فأول مجموعة ظهرت على الفيسبوك دعت الى اضراب في 6 نيسان 2008 شارك في هذه المجموعة أكثر من 72 الف شخص وهي نفس المجموعة التي دعت الشباب الى ثورة قومية ضد الحزب الحاكم الامر الذي على أثره حجب الموقع في 26 يناير 2011 وقطع النيت لمدة اسبوع كامل . ويذكر ان ان انطلاقة ثورة 25 يناير 2011 هي من تأثيرات صفحة( كلنا خالد سعيد )التي انشأت من قبل الناشط السياسي وائل غنيم والتى اطاحت بنظام مبارك .
وبنفس الشعبية والتأثير نجد صفحات الفيسبوك كانت مؤثرة في كل من تونس واليمن وليبيا والبحرين وسورية والسعودية وقطر والعراق ولكن بنسب متفاوتة أستنادا لانتشار المواقع وعدد المشاركين بها وجديتهم .
ومن هنا ندرك ان قوة الموقع الاجتماعي الفيسبوك قوة فكرية شبابية تقف وفي وجهه الضغوط السلطوية المتعددة في البلاد والتي تتحكم بالعباد على اسس واهية منها الحكومية والابوية والدينية والعادات والتقاليد البالية والزوجية وغيرها ممن تمنع وتحجم طاقات الشباب ومن كلا الجنسين . ولا ننكر ان هذه القوة كانت في البداية عفوية الا انها اليوم اكثر تنظيما وادق تعبيرا وانضج اهدافا ولذا يعتبر اليوم الفيسبوك من الوسائل الاتصالية الاعلامية التي دخلت بيوتنا بدون استأذان وغيرت الكثير من المفاهيم والسلوكيات المتبعة سابقا .
وعلية تعتبر اليوم كل من المدونات واليوتوب والفيسبوك من أشهر المواقع الالكترونية التي يعد المواطن فيها هو اللاعب الاساسي في نجاحها وتأثيرها على الشارع فهو المدون والفنان والصحفي فهو أذن المفكر والصانع والمسوق للافكار ودخل المواطن منافسة جادة مع صناع القرار و صانع الخبر وصانع المقال وصانع الفلم ومنتجيه وصناع الحدث ومعالجية وأتجهت اكبر شريحة مجتمعية الى عالم النيت .وعليه فالاعلام المواطناتي سحبت البساط وبهدوء من تحت الكثير من الوسائل الاعلامية والاتصالية التقليدية ورقية كانت او ضوئية منبرية او صوتية . ناهيك عن ان اكبر قوة شبابية وجدت ضالتها في هذه المواقع الالكترونية وهجرت الاعلام التقليدي ووسائله الامر الذي دعا اصحاب الفضائيات والمنابر والصحف ورجالات الساسة أن تنشأ لها حساب او ان تكون مشاركة في كل هذه المواقع ليتم التواصل بمرونة وتمد من عمرها الافتراضي وهذا ينطبق ايضا على الكتاب والشعراء والمطربين والاطباء وكافة الاختصاصات الاخرى وحتى المتقاعدين وربات البيوت .
أ.د.أقبال المؤمن
تعليقات
إرسال تعليق