اعلام ولكن !!!!

الاعلام هوالتعبير الموضوعي لعقليه الجماهير ولروحها وميولها واتجاهاتها (اوتوجروت) فالحاجه الماسه اذن الى القول والتعبير عن الرأي دعا الى ضروره وجود الاعلام كمصطلح (هيجل) فطرح الاراء ونشر الاخبار وبث الحوارات هي من باب الاعلام او الاخبار بشئ ما ليس الا اما ادراك الخبر كمعنى ذي دلاله معينه من خلال و سائل صياغاته الفنيه المختلفه ونشره او بثه بواسطه وسائل الاتصال المتعدده يصبح اتصال فدعونا اذن نتعرف اكثر على هاذين المصطلحين هما الاعلام والاتصال وكيف اصبحا من ضروريات الحياه التى لا يمكن الاستغناء عنهما بأي شكل من الاشكال وكيف لنا ان نوظفهما للصالح العام وماهي المنافع والاضرار المترتبه على ذالك فالاعلام يعني عالم معالجه الاخبار موضوعيا اي بعيدا عن الكذب والنفاق والتضخيم والتزييف والدس والنميمه و الخبث والانانيه والنظره الضيقه للامور كالطائفيه والتعصب والمهاترات الشخصيه وبوسائل فنيه اعلاميه كالمقال والريبورتاج واللقاء الصحفي والفني والادبي والعلمي والحديث وكل من هذه المسميات الصياغيه الفنيه لها مسميات فرعيه اخرى كالمقال السياسي والاجتماعي والافتتاحي وغيرها وكذا بقيه الفنون الصحفيه والاذاعيه والصوريه كالتلفاز والسينما والمسرح و كلها تشترك بشكل او بأخر بنقل الخبر لكن بصياغات واساليب مختلفه و الاعلام كمفهوم لنقل الانتاج الفكري تطور وازدهر كنتيجه حتميه لتطور الصناعات المتقدمه والالكترونيه والفضائيه والتى تمخض عنها بنوك المعلومات والشبكه العنقوديه (الانترنيت) وهذه بدورها حولت النشاط الفكري البشري الى ماده متداوله بيد الجميع ووظفت الفنون والاداب والاخبار والوقائع الاخرى الى صور وحقائق زمكانيه واضحه متقاربه فتحولت الخرافات والاساطير والاوهام والشائعات الى علوم وحقائق تاريخيه واعتباريه واصبح لمفهوم الاعلام شموليه لا يوزجها تعريفا واحدا متفقا عليه لان نقل الخبر (اعلام) وفهم و ادراك الخبر(اتصال) ولهذا اصبح الاعلام والاتصال بدايه ونهايه او فعل ورد فعل اي اعلام وفهم للاخبار وبدون الاعلام والاتصال تكون العمليه ناقصه .ووسائل الاعلام ووسائل الاتصال هي الواسطه التي يصلنا من خلالها الخبر ولكي تنجز العمليه (عمليه الاتصال الاعلامي) والدوره الاعلاميه الاتصاليه مهمتها هذه لابد لها ان تمر بعده مراحل لتكتمل بنجاح منها

المرحله الاولى: مرحله التأثر او الفعل من قبل المرسل والتى تكون منتجه للخبر او كل ما يودي الى صناعه الخبر وكل ما يتعلق بنتاجات الفكر الانساني من حقائق واخبار ومعلومات وفي كل المجالات العلميه والادبيه والصحيه والدينيه وما الى ذلك .

المرحله الثانيه : فنون الصياغه او اساليب صياغه الاخبار او الفنون الاعلاميه وبهذه المرحله يتم انتقاء الاخبار او الحقائق وحسب الحاجه والانيه والاهميه من سيل المعلومات الهائل ومن ثم صياغتها بوسيله فنيه اعلاميه متعارف عليها او مبتكره لا ضير بذلك لان الابداع والفن لا ينحصر بصيغه معينه اذن الصياغه هي تشكيل الماده الاعلاميه الخام بصيغه فنيه متعارف عليها او مبتكره كالمقال والروبرتاج وغيرها من الصيغات الفنيه

المرحله الثالثه: مرحله الانطلاق او الانتشار بأحدى وسائل الاتصال وهي مرحله ارسال الخبر بمعنى بثه او نشره ضمن وسيله اتصاليه معينه من وسائل الاتصال المتنوعه و المناسبه له وبهذا نكون قد ارسلنا هذه المعلومات المصاغه فنيا او اعلاميا الى المتلقين بمختلف اتجاهاتهم و انتمأتهم و ثقافاتهم و اعمارهم و اماكنهم

المرحله الرابعه : مرحله الفهم والادراك والتأثير بالخبر او رد الفعل من قبل المتلقي وبها تتم عمليه الاتصال ونقل المعلومه فعلا اي تأثير الماده الاعلاميه في المتلقي سلبا ام ايجابا وتكون على شكل ردود افعال مختلفه بين المرسل والمتلقي وبين المتلقين انفسهم فيصبحوا هنا مرسلين (وتكون العمليه عكسيه وتبد من المرحله الاولى) مرسل ومتلقي ثم ان المتلقي يصبح مرسل وهكذا فينتج الحوار المتبادل باكثر من وسيله مشتركه وبهذه الطريقه تتم عمليه الاتصال وهذا ماجسده الاعلام خلال الانترنيت والمحطات الفضائيه وغيرها انظر الى ان المرحله الاولى في عمليه الاتصال الاعلامي بدأت بالتأثر وانتهت بالتأثر لتتم دائره الاتصال الاعلامي وبما ان الاعلام صناعه وانتاج ومنتجين وتسويق وعرض وطلب اذن اصبح بضاعه استهلاكيه اعلاميه كباقي البضائع الاستهلاكيه لخدمه البشر فالاعلام دخل عالم التسويق من اوسع ابوابه واصبح تسويقه محليا وعالميا وبمعنى ادق كافه المعلومات الاخباريه التى تخص جماعه محليه او شعب معين تسوق محليا مثلا اخبار العراق المحليه البحته تسوق في العراق وللشعب العراقي بالذات اما اذا كانت المعلومات تخص بني البشر ككل تسوق عالميا كاخبار الطب والعلم والفضاء والاجتماع والتغذبه وما الى ذلك واحيانا تتحول المعلومات المحليه الى عالميه لضرورتها او انيتها وهنا نرجع الى دائره الاتصال التى سبق وان طرحناها وبهذا الشكل يصبح العالم قريه معلوماتيه تدار بها المعلومات من الكل الى الجزء ومن الجزء الى الكل ويتقارب بني البشر فيما بينهم وبهذا التلاحم والتلاقح الاعلامي مضاف اليه التشويق والمؤثرات الفنيه الراقيه اصبح الاعلام كيان له لون وذوق وردود افعال لا يمكن الاستغناء عنه بأي شكل من الاشكال لانه غذاء الروح الحقيقي واصبح يلعب دورا مهما في تعميق وتهميش وتغير الكثير من المعتقدات والسلوكيات والافكار ومعينا في التربيه والتغذيه والصحه وغيرها وظهرت له جوانب ايجابيه وسلبيه في ان واحد وظهرت النظريات والشروح والتوضيحات له فقبل الثوره الاعلاميه كانت للاعلام فلسفه ونظريات استنبطت من الاعلام المحلي الضيق وبمنظور حزبي اوسلطوي او فئوي واغلبها وضعت الاعلام في اطار له حدود ووظائف و واجبات تخدم فئه معينه كنظريه السلطه والحريه والمسؤوليه الاجتماعيه والاشتراكيه والرأسماليه والدينيه و الديمقراطيه وغيرها وهذه النظريات استمدت فلسفتها من الانظمه الحاكمه او الاحزاب المسيطره او الفاعله لخدمت مصالحهم بشكل اوبأخر انذاك و لكن نرى اليوم التطور الحاصل في مجال الاعلام والثوره الاعلاميه الهائله حطمت كل تلك النظريات وعرت الانظمه والسلطات التى اعتبرت نفسها ولقرون هي الافضل والاحسن لان الاعلام اليوم حر لا يخضع لنظام او سلطه او قوه معينه ولو نسبيا الا ان السيل الهائل من المعلومات والوسائل الاتصاليه المتاحه كفيله بتحطيم اي سلطه تقف امامه وتعري اي قوه تعتبر نفسها هي الافضل او هي صاحبه السياده لان الافضل هو الاصلح بما يخدم الصالح العام واصبح للاعلام واجبات ووظائف اخرى ووجدت له علوم ومراكز ابحات وجامعات لم تكون معروفه بالامس وتغيرت الكثير من الثوابت التى تخدم النخبه على حساب العامه فاذا كانت الرسماليه تدافع عن مصالحها بالنظريه الاعلاميه الرسماليه واذا كانت الاشتراكيه والدينيه والمسؤوليه الاجتماعيه كذلك اصبحت اليوم كل هذه النظريات خاويه المعني وذلك لان اولا: ترسيخ مفهوم الحريه في الطرح والاختيار فسح المجال للمتلقي ان يتطلع لعيوب ومساوء الكثير من النظريات التى فرضت عليه لعده قرون ثانيا: انتشار الوعي وكثره الاراء والطروحات و الدراسات التى عمقت مفهوم الاعلام بوجهات نظر مختلفه واحيانا متعارضه مع ما طرح بالامس حول الاعلام و التي جعلت الفرد يميز بين الصالح والطالح واتاحت له فرصه المقارنه ثالثا: التنوع والاختلاف جعل عمليه الفرز اسهل والاختيار اصوب رابعا :سرعه الانتشار جعلت ردود الافعال اسرع والتأثير والتأثر اقوى وهذا ما تخافه السلطات والحكومات خامسا: بعد ان كان الرأي العام محدودا اصبح الرأي العام عالمي اي اوسع واقوى وهذا ما رأيناه في غزو العراق واحداث ايران الاخيره سادسا: سهوله وسرعه وخفه ورخص وتنوع وسائل الاتصال اصبحت في متناول الجميع سابعا: دخلت في مجال الاعلام علوم اخرى نفسيه واجتماعيه وطبيه مما فسحت المجال لفهم كل من المرسل والمستقبل والرساله و وكيف لهم ان يؤثروا ويتأثروا في المجتمع واخيرا ممارسه الرقابه والنقد من قبل السلطه الرابعه (اي الاعلام) فسحت المجال امام الاصلح وليس الاقوى واسقطت الاقنع عن الكثير وذلك عن طريق النقد البناء هذا كله وغيره اصبح للاعلام فلسفه ومفهوم جديد ويمكن ان اطلق عليها فلسفه المعقول واللامعقول فلسفه المنطق واللامنطق فلسفه الثنائيات المتناقضه او المتناقضات متبادله المنفعه او كعمليه البناء والهدم في جسم الانسان فبهذه التناقضات الفلسفيه للاعلام تدوم عمليه الاعلام ويكون الاتصال مؤثر فعلا وناجح ويصبح الاعلام كما كل شي في الكون فيه الجيد والردي الصالح والطالح الحب والكراهيه لاننا لولا الجيد لما عرفنا الردئ ولولا الطالح لما عرفنا الصالح ولولا الحب لما عرفنا الكراهيه ولكن يبقى ميزان العداله هو الفيصل للاستمرار والتألق وبهذا نكون قد اسسنا الى ان الاعلام سلاح ذو حدين كما هي بقيه الاشياء الاستهلاكيه كالسياره او الطياره او القلم او ما شابه تتعلق بمن يقود او يستعمل هذه الاشياء فاذا كان الاعلامي بارعا حكيما مؤثرا كان الانتاج بالمثل اي نرى الجانب الايجابي في العمليه الاعلاميه واذا كان الاعلامي طائفيا جشعا انانيا كاذبا نرى الجانب السلبى منها وبما ان ثوره وحريه الاعلام لا تقتصر على الاشخاص الحكماء والمتميزين واصحاب الضمائر ولا تقتصر على الجانب الايجابي للعمليه الاتصاليه نرى وبوضوح الجانب السلبى وهذا ماتمارسه اغلب الوسائل الاتصاليه لقهر من تريد قهره وبشتى الطرق ولكن لابد من معرفه ان ترسيخ المعلومات لدى المتلقي تحتاج الى سبل معينه منها اولا : التكرار اي تكرار الخبر او المعلومه باكثر من وسيله وصياغه ثانيا: بث الرساله عن طريق مصادر موثوقه ثالثا :التشجيع عن طريق الحوافز لمن يستقبل الخبر رابعا: قرب الخبر او المعلومه من المتلقي اي كلما كانت الرساله تهم المتلقي كلما كانت اكثر تاثيرا فيه خامسا: سهوله فهم الرساله ووضوحها لدى المتلقي تؤدي الى سرعه الادراك لها واخيرا معرفه والمام المرسل بعادات وتقاليد واهتمامات وحاجات المتلقين لرسالته كلها تودي الى نجاح عمليه الاتصال الاعلامي

السؤال هنا هل اعلامنا يقوم بعمليه الاتصال والتاثير في المتلقي ?وهل له دور ملموس في التغير نحو الاحسن؟

الحقيقه لكي يكون اعلامنا فاعلا ومؤثرا لابد ان يكون قريبا من اهتمامات الشارع اولا وثانيا : لابد ان تكون له فلسفه واضحه واهداف معينه وواجبات اساسيه وثالثا : لابد ان تكون دراسات اعلاميه تكون الفيصل في الطروحات وفهم الشعب العراقي والابتعاد عن النظريات البعيده كل البعد عنه ورابعا: يجب الاعتماد على علم النفس الاعلامي والاجتماعه لفهم مردودات الاعلام على الفرد العراقي في المستقبل فالكثير من البرامج التي تبث وبحسن نيه لمساعده المحتاجين والفقراء ستكون في المستقبل من اقوى الاسباب التى تؤدي الى العنف والانحراف لدى هولاء الاشخاص هذا بالاضافه الى النقد الهدام والسب والشتم والخطاب الطائفي الضيق الذي يمارسه اكثر الدخلاء على عالم الاعلام بعد تحرير الاعلام من الدكتاتوريه والتى تأخذ بالذوق العام نحو الانحدار وعدم التميز بين الاعلام والالغام واخيرا لابد ان يكونللدوله اعلامنا متميزا وهادفا وصادقا كي نميزه عن الاعلام المأجور والحاقد بطرحه الحقائق دون تزيف او نقص لبناء جسور الثقه بينه وبين كافه الشعب ولكن للاسف الشديد ذهب التكريتي وجاء الموسوى والياسري وتيتي تيتي مثل ما رحتى جيتي لازلنا نبحث عن الحقيقه من مصادر معاديه او غير موثوقه ولا زال اعلامنا لا توجد له هويه معينه ولا فلسفه واضحه ولا مؤسسه متكامله واصبح اعلام فردي او حزبي يضع مصالحه فوق كل اعتبار مستغلا سذاجه المتلقي وعدم الاستقرار الامنى واصبح يجول ويصول بعادات وتقاليد اكل الدهر عليها وشرب بدأ بأول الاشياء وانتهاءا بموعد على العشاء
أ. د. اقبال المؤمن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرموز اللفظية و غير اللفظية

نظرية تحليل التأطير الاعلامي

التربية الإعلامية الرقمية