فن المقال
فن المقال برز فن المقالة كتعبير ذاتي ، ووجهة نظر خاصة، ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالاتجاه العام لروح عصر النهضة. فهو ثمرة من ثمار التقدم الحضاري، لا يستطيع أن ينمو إلا في بيئة صحية، واضحة المعالم من حيث تصارع الآراء والأفكار، وتطور الفنون العامة وتقدم عجلة الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والفكرية، وتشكل ظاهرة الرأي العام. وليست المقالة بحثاَ علميًا، أو فصلا من فصول كتاب، أو قصة، أو محاضرة، وإنما هي فكرة يتلقفها الكاتب من البيئة المحيطة به ليتأثر بها ويؤثر من خلالها في الآخرين، ويقدم الوقائع كمجرد أمثلة لدعم موقفه، أو إثبات صحة رأيه. وعليه لابد أن تكون هذه الوقائع مقنعة وذات صلة وثيقة بخبرة القارئ ومعرفته من خلال العرض، والتحليل، والتعليل والشرح. وتقوم عملية اختيار موضوع المقالة على أساس الشروط والمتطلبات الآنية وبما يتناسب مع المهام المطلوب إنجازها. فهي قضية فكرية عامة وشاملة ترتبط بمجمل معطيات المرحلة التي تشير إلى اهتمامات الجمهور وقناعاتهم المختلفة. وهناك مصادر تخصصية وعامة لموضوعات هذه المقالة في حقول المعارف والعلوم الإنسانية والتجارب الحياتية. مفهوم المقالة